للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وخاتم النبيين] (١)، فذمته موصولة بذمته، فهو شقيقه في نسبه، وخليفته في أمته، ولقد وقف على السنن، وأتانا بالحسن، وحمدت الأيام في زمنه، فلم يشك أحد من الزمن، ومما عظم الرزية أنه أتى عقيب رزء، وصل فجعة بفجعة، وكان يستهول أحدهما وهو وتر، فشفع الوتر بشفعه. فياويح الإسلام، فجع أولا بناصره وفجع الآن بظاهره، وقرب الوقت بينهما حتى كاد يعثر أولهما بآخره، فلم نفق النفوس ببرحائها (٢) حتى وافت ما طوى مضضا على مضض، ووقع ذلك موقع نكسة عطفت على مرض، ونكا القرح بالقرح أوجع، وذهاب فرع العليا بعد أصله ذهاب بالعلياء أجمع، وكلا هذين الرزءين رمى الناس بسهم [غائر (٣)] ليس عليه من صابر، وما كان الله ليسوء دينه بمصاب خليفتين، ولا يجلو ظلمته بصباح سافر. وقد جاء بسيدنا ومولانا الأمام المستنصر بالله أمير المؤمنين فأرضى به كل قلب سخط ولم يرض، وقيل هذا بدل الكل من الكل، لا بدل البعض من البعض. وكان الناس على خطر من انتقاض أمرهم، فأبيح لهم إبرام ذلك النقض، ونسى ما تقدم من البرح (٤)، ودمل ما أعضل من القدح. ولئن عظم الأسف على ليلتين مضيتا برامة لقد أسلت عنهما [١٣١ ب] ليلة السفح، والعبد قائم بهذا (٥) المقام وقلبه مقسم للعزا شطرا وللهنا شطرا، فإذا نطق بهذا أسبل دمعا، وإذا نطق بهذا أبدى ثغرا، وهو نائب عن مرسله في أخذ البيعة التي يد الله


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) في نسخة س «من برحائها».
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) البرح الشدة والشر، انظر محيط المحيط.
(٥) في نسخة س «هذا».

<<  <  ج: ص:  >  >>