للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيناى: واحدة ترى مسرورة ... بإمامها جزلى، وأخرى تذرف

تبكى وتضحك تارة ويسوؤها ... ما أنكرت، ويسرها ما تعرف

فيسؤوها موت الخليفة محرما ... ويسرها أن قام هذا الأرأف

أهدى - لهذا - الله فضل خلافة ... ولذاك جنات النعيم تزخرف

فابكوا لمصرع خيركم ووليكم ... واستبشروا بمقام ذا وتشرفوا

لكن أساء ضياء الدين [بن الأثير] (١) الأدب على خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[١٣٢ ا] وبيعة المهاجرين والأنصار له إذ قدم عليها بيعة المستنصر، إذ قضى بأنها لو كانت للصديق لم يمت بحسرتها سعد بن عبادة الأنصارى، ولم يقل الفاروق رضى الله عنه أن بيعة أبى بكر رضى الله عنهما كانت فلته. ولفد افترى في ذلك فإن بيعة الصديق لم تكن بيعة أفضل منها إلا البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومما يشبه ما فعله ضياء الدين من سوء أدبه ما سنذكره في خبر قدوم الملك الناصر داود بن الملك المعظم على المستنصر بالله، فإنه عقد محفل للعلماء حضره الملك الناصر، وكان الخليفة بمرأى منه ومسمع، فقام فقيه وأنشد قصيدة يمدح فيها الخليفة (٢) ومن جملتها:

لو كنت في يوم السقيفة حاضرا ... كنت المقدّم والأمام الأروعا

فعظم هذا القول على الملك الناصر - رحمه الله - وقال في ذلك الملأ ما معناه:

كذبت كان جد مولانا أمير المؤمنين العباس بن عبد المطلب يوم السقيفة حاضرا، ولم يكن المقدم والأمام الأروع إلا أبو بكر الصديق رضى الله عنه.

فخرج المرسوم بنفى ذلك الفقيه فنفى.


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) في نسخة س «الامام المستنصر بالله».

<<  <  ج: ص:  >  >>