للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر وفاة سيف الدين غازى بن زنكى ابن آق سنقر - رحمه الله -]

لما عاد سيف الدين إلى الموصل عرض له مرض حاد، فاستدعى له من بغداد أوحد الزمان أبو البركات البغدادى (١) - صاحب المعتبر في الحكمة - فحضر عنده، ورأى شدة مرضه، فعالجه فلم ينجع له فيه دواء، فتوفى آخر جمادى الآخرة من هذه السنة [٦٩]- أعنى سنة أربع وأربعين وخمسمائة - فكانت مدة ولايته ثلاث سنين وشهرا وعشرين يوما، وكان جميل الصورة، وكان عمره نحوا من أربع وأربعين سنة، لأن مولده كان سنة خمسمائة، ودفن بالمدرسة التي بناها بالموصل، وخلّف ولدا ذكرا ربّاه عمه نور الدين محمود، وزوّجه ابنة أخيه قطب الدين مودود بن زنكى، فتوفى ولد سيف الدين شابا، وانقرض عقبه.

[ذكر سيرة سيف الدين - رحمه الله -]

كان جوادا كريما شجاعا، وهو الذى بنى المدرسة الأتابكية بالموصل، وقفها على الفريقين الحنفية والشافعية، بنى رباطا للصوفية، وكان مقصدا للشعراء، فقصده شهاب الدين الحيص بيص (٢)، وامتدحه بقصيدة أولها:


(١) هو أوحد الزمان أبو البركات هبة الله بن على بن ملكا البلدى لأن مولده ببلد، البغدادى لاقامته في بغداد، كان يهوديا وأسلم. أنظر ترجمته في: (ابن أبى أصيبعة: طبقات الأطباء، ج ١، ص ٢٧٨ - ٢٨٠).
(٢) هو شهاب الدين أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن صيفى التميمى المعروف بحيص بيص، شاعر مشهور، توفى في بغداد ليلة الأربعاء سادس شعبان سنة ٥٧٤ هـ‍، ويقال إنه سمى حيص بيص لأنه رأى الناس يوما في حركة مزعجة وأمر شديد، فقال: ما للناس في حيص بيص، فبقى عليه هذا اللقب، ومعنى هذين اللفظين الشدة والاختلاط. أنظر ترجمته في: (ابن خلكان: الوفيات، ج ٢، ص ١٠٦ - ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>