للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع المعريين، وهى أنهم طلبوا أن يرد عليهم أملاكهم التي كانت بأيديهم قبل أن يملكها الفرنج، فرسم بردها إليهم، فقال له بعض الفقهاء إن من مذهب أبى حنيفة - رحمه الله - أن الكفار إذا أخذوا من المسلمين بلدة وفيها أملاك للمسلمين ملكوها، فإذا فتح المسلمون تلك البلدة كانت تلك الأملاك لبيت المال، وحسنوا لأتابك الإستيلاء على تلك الأملاك ولا يردها إلى ملاكها لأنه حنفى المذهب. فقال أتابك: «لا والله بل نردها عليهم، إذا كنا نحن نأخذ أملاكهم، والفرنج يأخذون أملاكهم، فأى فرق بيننا وبين الفرنج». قال والدى - رحمه الله - لى بعد ذلك: «[لقد (١)] غلطت في إيراد هذه الحكاية لأن السلطان حنفى، وفى هذا القول تشنيع على أبى حنيفة».

قال [والدى] (٢): «لكن السلطان تغاضى عن ذلك وأظهر استحسانه».

وكان عند الملك المعظم - رحمه الله - جماعة من الفضلاء لا يفارقونه في سفر ولا حضر؛ منهم فخر القضاة نصر الله بن براقه المصرى رحمه الله، وكان فاضلا في فنون الأدب والنظم والرسائل [١٣٦ ا]، ومنهم شرف الدين أبو المحاسن بن عنين [الدمشقى كاتب الأنشاء وغيره (٣)]، وأصله من حوران، وله


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>