للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأصبحت خيل الفرنج مغيرة ... تجتاب ما بين البقيع إلى كدا (١)

وبثغر دمياط فكم من بيعة ... عبد الصليب بها وكانت مسجدا

أجليت (٢) ليل الكفر عنها فانطوى ... وأنرت في عرصاتها فجر الهدى

ولقد شهدتك يوم قيسارية ... والشمس قد نسج القتام لهاردا

والكفر معتصم بسور مشرف ال‍ ... أبراج أحكم بالصفيح وشيدا

فجعلت عاليها مكان أساسها ... وألنت للأخشاب (٣) فيها الجلمدا

قل للأعادى إن فقدنا سيدا ... يحمى الذمار فقد رزقنا سيدا

الناصر الملك الذى أضحى برو ... ح القدس في كل الأمور مؤيّدا

أعلى الملوك محلّة وأسرّهم ... رأيا وأشجعهم وأنداهم (٤) يدا

ماضى العزائم (٥) لا يرى في رأيه ... يوم الكريهة حائرا مترددا

يقظ يكاد يريه ثاقب رأيه (٦) ... في يومه ما سوف يأتيه غدا

وبعد وفاة الملك المعظم توفى له ولد صغير فرثاه شرف الدين بن عنين على لسان الملك الناصر أخيه بقصيدة مطلعها:

لو أن غير الدهر كان العادى ... لتبادرت قومى إلى إنجادى


(١) البقيع هى مقبرة أهل المدينة وكذا موضع بأسفل مكة، انظر ياقوت، معجم البلدان.
(٢) في نسخة م «جليت» وفى نسخة س «فجليت» والصيغة المثبتة من ديوان ابن عنين، ص ٦١.
(٣) في نسختى المخطوطة «كالأخشاب» والصيغة المثبتة من الديوان، ص ٦١.
(٤) كذا في نسختى المخطوطة، وفى الديوان، ص ٦١ «وأطوغم».
(٥) كذا في نسختى المخطوطة، وفى الديوان، ص ٦١ «العزيمة».
(٦) كذا في نسختى المخطوطة، وفى الديوان، ص ٦٢ «فكره».

<<  <  ج: ص:  >  >>