للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هى طريقهم إذا توجهوا من عكا إلى القدس، تكون هذه القرايا بأيديهم، خوفا أن يغتالهم أحد من المسلمين. ورأى الملك الكامل أنه إن شاقق الانبراطور ولم يف له بالكلية أن يفتح له باب محاربة مع الفرنج، ويتسع الخرق ويفوت عليه كلما خرج بسببه، فرأى أن يرضى الفرنج بمدينة القدس خرابا ويهادنهم مدة، ثم هو قادر على انتزاع ذلك منهم متى شاء.

وكان المتردد بينه وبين الملك [١٤٤ ا] الانبراطور [في الرسائل (١)] الأمير فخر الدين بن الشيخ (٢)، وكانت تجرى بينهما محاورات في أشياء شتى. وسير الأنبرطور إلى الملك الكامل في أثناء ذلك مسائل حكمية ومسائل هندسية ورياضية مشكلة، ليمتحن بها من عنده من الفضلاء. فعرض الملك الكامل ما أورده من المسائل الرياضية على الشيخ علم الدين قيصر بن أبى القاسم إمام هذه الصناعة (٣). وعرض الباقى على جماعة من الأفاضل فأجابوا عن الجميع.


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) عن أسرة شيخ الشيوخ انظر ما سبق ص ٩١ حاشية ٣، وذكر المقريزى (الخطط، ج ٢ ص ٣٤) أن فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ بعثه السلطان الكامل «في الرسالة عنه إلى ملك الفرنج».
(٣) ينقطع النص في نسخة س (ورقة ٢٥٣ ب) وسوف يشار إلى نهاية الجزء الساقط. والشيخ علم الدين قيصر هو الفقيه الحنفى وعالم الرياضيات المشهور علم الدين قيصر بن أبى القاسم ابن عبد الغنى بن مسافر الأسفونى ويعرف بتعاسيف. ولد بأصفون أو أسفون وهى قرية بصعيد مصر سنة ٥٧٤ وقيل ٥٦٤ هـ‍، وسمع على مشاهير عصره بمصر وحلب وعلى الشيخ كمال الدين ابن يونس بالموصل. وأقام بحماه حيث تولى تدريس المدرسة النوريه، وعمل لحاكمها طاحونا على نهر العاصى، وبنى له أبراجا تحيل فيها بحيل هندسية. ولما وردت أسئلة فردريك الثانى في أنواع الحكمة والرياضيات على الملك الكامل كان الشيخ علم الدين قيصر مكلفا بالأجابة عنها، وتوفى بدمشق سنة ٦٤٩ هـ‍، انظر الأدفوى (الطالع السعيد، ص ٤٦٩ - ٤٧١)؛ المقريزى (السلوك، ج ١ ص ٢٣٢، ٣٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>