للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاله، وشعار الإسلام قائم على ما كان عليه، ووالى المسلمين متحكم على رساتيقه وأعماله».

[١٤٤ ب] ولما تم أمر الهدنة استأذن الأنبراطور السلطان في زيارة القدس فأذن له، وتقدم السلطان إلى القاضى شمس الدين قاضى نابلس - رحمه الله - وكان جليلا في الدولة متقدما عند ملوك بنى أيوب، أن يلازم خدمة الأنبرطور إلى أن يزور القدس ويرجع إلى عكا. فحكى لى شمس الدين - رحمه الله - قال: لما قدم الأنبراطور القدس لازمته كما أمرنى السلطان الملك الكامل، ودخلت معه إلى الحرم الشريف فرأى ما فيه من المزارات. ثم دخلت معه إلى المسجد الأقصى فأعجبته عمارته وعمارة قبة الصخرة المقدسة. ولما وصل إلى محراب الأقصى أعجبه حسنه وحسن المنبر، وصعد في درجة إلى أعلاه، ثم نزل وأخذ بيدى وخرجنا من الأقصى، فرأى قسيسا وبيده الإنجيل، وهو يريد دخول الأقصى (١) فصاح عليه صيحة منكرة وقال: «ما الذى أتى بك إلى هاهنا، والله لئن عاد أحد منكم يدخل إلى هاهنا بغير إذنى لآخذن ما في عينيه، نحن مماليك هذا السلطان الملك الكامل وعبيده، وإنما تصدق على وعليكم بهذه الكنائس على سبيل الإنعام منه، ولا يتعدى أحد منكم طوره»، فمضى ذلك


(١) كذا في المخطوطة وفى قليل من التعديل في المقريزى (السلوك، ج ١ ص ٢٣١)، بينما ورد في ابن أيبك (الدر المطلوب، ق ٢٣٧) وسبط ابن الجوزى (مرآة الزما، ج ٨، ص ٤٣٣) مايلى: «أنه لما دخل الصخرة رأى قسيسا جالسا عند الصخرة عند القدم يأخذ من الفرنج القراطيس، فجاء إليه كأنه يطلب منه الدعاء، ثم لكمه فرماه إلى الأرض وقال له ياخنزير، السلطان قد تصدق علينا بزيارة هذا المكان وتفعلوا فيه هذه الأفاعيل القباح، إن عاد منكم أحد إلى هذا الفعل قتلته».

<<  <  ج: ص:  >  >>