للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخليل وغزة (١)، وطبرية وعسقلان والرملة، ولدّ (٢) وسائر الساحل الذى بأيدى المسلمين. ثم رجع الملك الناصر [داود] (٣) إلى القلعة، وفتحت أبواب البلد مستهل شعبان، وكان ذلك [في أول إقبال المشمش والفواكه (٤)]، وأهل دمشق قد يبست أكبادهم لعدم الخضروات والفواكه والثلج، وانقطاع الماء، فانفرج عنهم الضيق؛ لكن حصل في قلوب الدمشقيين من الأسف والحزن [١٤٨ ب] ما لا مزيد عليه.

ولقد كنت عند باب القلعة ذلك اليوم، وقد دخل العسكر المصرى من جميع الأبواب، وامتلأت المدينة منهم، وكان إلى جانبى إنسان من أهل دمشق، فلما رأى ذلك بكى بكاء عاليا، وأعلن بالعويل. وما رأيت يومئذ أحدا من الدمشقيين إلا ورأيته في صورة من فجع بموت ولد أو أب. ودخل والى السلطان الملك الكامل إلى القلعة وتسلمها، وولى في المدينة الأمير عز الدين بن ملكيشو.

ذكر إستيلاء الملك الأشرف على دمشق بتسليم السلطان

الملك الكامل إياها إليه (٥)

ولما تسلم السلطان الملك الكامل مدينة دمشق، سلمها إلى أخيه الملك الأشرف بعد الاتفاق معه على بعث نوابه إلى البلاد الشرقية التي كانت عينت


(١) في نسخة م «وغيره» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة س، انظر أيضا المقريزى، السلوك، ج ١ ص ٢٣٥.
(٢) لد بالضم والتشديد قرية قرب بيت المقدس من نواحى فلسطين، انظر ياقوت، معجم البلدان.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) في نسخة م «في إقبال الفواكه» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٥) كذا في نسخة م وفى نسخة س «ذكر تسليم السلطان الملك الكامل دمشق إلى الملك الأشرف وأخذه البلاد الشرقية عوضا عنها».

<<  <  ج: ص:  >  >>