للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقيل إن السلطان الملك الكامل أمر أخاه الملك الأشرف بذلك لأشياء باطنة لم يطلع الناس عليها.

وكان - رحمه الله - حسن السيرة، كريما كثير البر والصدقات، عمر الخانات في طرق (١) السبيل من ذلك الخان الذى بين حران ونصيبين المعروف (٢) به؛ ومن ذلك الخان الذى بين حمص ودمشق المعروف بخان برج العطش، وكان هناك برج منهدم قديم ليس فيه ماء فلذلك سمى [١٥٠ ب] برج العطش.

وكان أبدا مأوى قطاع الطريق فقلّ إن كان أحد يمر به منفردا فيسلم من الحرامية، فأصلح عمارة ذلك البرج، ووصله بخان كبير بناه بالحجر النحيت.

وعمل عليه بابا كبيرا وحفر فيه جبا (٣) للماء، فصار منزلا للقوافل، وعاد الطريق به آمنا بعد أن كان مخوفا.

ثم لم يمهل الله عز الدين أيبك، [على قتل الحاجب على] (٤) بل أخذه سريعا، فإن جلال الدين بن خوارزم شاه لما ملك خلاط - على ما سنذكره إن شاء الله تعالى - قبض عليه مع غيره من أمراء الملك الأشرف. وكان للحاجب على مملوك هرب إلى جلال الدين، فلما قبض جلال الدين على عز الدين أيبك، مملوك الملك الأشرف، قال ذلك المملوك لجلال الدين: «هذا قتل أستاذى».

وطلبه من جلال الدين، فسلمه إليه فقتله بأستاذه. وحكى أن الملك الأشرف


(١) في نسخة م «الطرق» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٢) في نسخة م «المعرف» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٣) في نسخة م «صهريجا» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>