كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

[ذكر انتصار الملك المظفر صاحب حماة على الفرنج بظاهر حماة]

وفى رمضان من هذه السنة (١) - أعنى سنة سبع وعشرين وستمائة - قصدت الفرنج من حصن الأكراد وغيرها حماة في جمع كثير من خيالة ورجالة فخرج إليهم الملك المظفر تقى الدين محمود [بن الملك المنصور - رحمه الله -] (٢) صاحب حماة كالأسد الخادر والليث الباسل في عسكر حماة. ووصل الفرنج إلى أفنون (٣) - وهى ما بين حماة وبعرين - فقاتلهم وحمل [١٦١ ا] عليهم حملة بعد حملة، فلم يثبتوا له، وولوا منهزمين (٤). وقتل من خيالتهم (٥) ورجالتهم [خلق كثير، وأسر جماعة، واسترد ما غنموه (٦)]، ودخل حماة مظفرا منصورا.

وامتدحه الشيخ شرف الدين عبد العزيز بن محمد الأنصارى (٧) بقصيدة مطلعها:

أبشر بما شئت من نصر وتأييد ... فعنك يروى حديث البأس والجود

وأنت ليث وغى تدمى مخالبه ... في نحر كل طويل الباع صنديد

(١) في نسخة م «وفى هذه السنة» والصيغة المثبتة من نسخة س، انظر أيضا المقريزى، السلوك، ج ١ ص ٢٤٠.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) يبدو أن المقصود بها قرية قفيلون الحالية قرب بعرين (بيرين)، وهى الآن تبعد عن حماه مسافة ٣٥ كيلومتر والطريق الذى يصلها بحماه طريق ترابى، انظر كتاب التقسيمات الإدارية، ص ٤١١.
(٤) في نسخة س «فثبتوا له ثم ولوا بعد ذلك منهزمين».
(٥) في نسخة س «فرسانهم».
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س وورد بدلها في نسخة م كلمة «جماعة».
(٧) هو شيخ الشيوخ الصاحب شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصارى الأوسى الدمشقى الحموى، ابن قاضى حماه ولد سنة ٥٨٦ هـ‍ بدمشق وتوفى سنة ٦٦٢، عن ترجمته وبعض شعره، انظر ابن شاكر الكتبى، فوات الوفيات، ج ١ ص ٥٩٨ - ٦٠٧؛ السبكى، طبقات الشافعية الكبرى، ج ٥ ص ١٠٨؛ أبو المحاسن، النجوم، ج ٧، ص ٢١٤ - ٢١٥.