للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطعام يقول: «احملوا من هذا إلى قلج (١)». ولم يتجاسر أحد أن يتفوه عنده أنه مات. وأنه قيل له يوما أنه مات فقتل الذى قال ذلك. وكانوا يحملون إلى قلج (٢) الطعام، ثم يعودون إليه ويقولون إنه: «يقبل الأرض ويقول (٣) إننى الآن أصلح مما كنت». فلحق أمراءه من الغيظ والأنفة لهذا الأمر السيىء ما شوش قلوبهم عليه. فذكر عز الدين بن الأثير [في تاريخه (٤)] أنهم فارقوه وانحازوا عنه مع وزيره، وأنه بقى حيران لا يدرى ما يصنع لا سيما لما خرج التتر عليه، فحينئذ دفن الغلام، وراسل الوزير، واستماله وخدعه إلى أن حضر عنده.

فلما وصل إليه بقى عنده أياما، ثم قتله جلال الدين (٥).

هذا ما حكاه ابن الأثير، وحكى لى الأمير حسام الدين بن أبى على عن بعض من أخبره أن الغلام (٦) كان يحمل مع جلال الدين من منزلة إلى منزلة، وإذا نزل أحضر التابوت وجعل قريبا منه بحيث يراه، وإذا أكل وشرب بعث له شيئا من المأكول أو المشروب، وبقى كذلك مدة. وفى بعض الأيام تقدم وزير السلطان (٧) إلى التابوت - وهم سائرون - فأمر بإنزاله فأنزل، ثم أمر من حفر له حفيرة فحفرت، ثم أمر بدفنه فيها. ولما نزل جلال الدين في خيمته


(١) في نسخة س «قليج يعنى ذلك المملوك الميت» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٢) في نسخة س «المملوك الميت» والصيغة المثبتة من م.
(٣) في نسخة س «ويقول لك» والصيغة المثبتة من م وكذلك من ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٤٩٧).
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٥) انظر ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٩٧.
(٦) في نسخة س «المملوك الميت» والصيغة المثبتة من م.
(٧) في نسخة س «وزير جلال الدين» والصيغة المثبتة من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>