للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داخلها بالسمور والقندس فجاءت عليهم بجملة عظيمة (١)، وقرروا عليهم في كل سنة من المال والثياب شيئا كثيرا (٢).

وفى هذه السنة ورد إلى والدى - رحمه الله - كتاب من الملك الناصر [١٦٧ ب] صلاح الدين داود بن الملك المعظم [صاحب الكرك (٣)] يستدعيه، وذلك بعد قدومى من حلب، فسافرنا إلى خدمته في أواخر هذه السنة - أعنى سنة ثمان وعشرين وستمائة - ووصلنا إلى خدمته في أوائل سنة تسع وعشرين [وستمائة (٤)]، فوجدنا منه إحسانا كثيرا، وتفضلا زائدا. وشاهدنا ملكا ذا فضل باهر، وعلم زاخر. وكان أول اجتماعنا بخدمته في الجوسق الذى في وادى الكرك، ووجدنا في خدمته القاضى جمال الدين عبد الحق المغربى قاضى البلقاء (٥)، وهو رجل عالم زاهد (٦). وكان الله تعالى قد أيده في علم الرمل لا يخطئ في استخراج الخبئ، وينص عليه باسمه وصفته [حتى كان يعتقد جماعة فيه إن ما يقوله إنما هو من جهة كشوف لصلاحه، وإنما كان يتستر بالرمل] (٧).

ومن أغرب ما شاهدت منه عيانا أنّا لما اجتمعنا في الجوسق المذكور [ليلة والقاضى عبد الحق حاضرا (٨)]، [أراد السلطان الملك الناصر - رحمه الله -


(١) كذا في الأصل وفى ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٥٠٣) «كثيرة».
(٢) نهاية الجزء الساقط من نسخة س، انظر ما سبق ص ٣٢٥ حاشية ٢.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س، انظر زامباور (معجم الأنساب، ج ١ ص ١٥٣).
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) البلقاء كانت كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادى القرى قصبتها عمان، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٦) كذا في نسخة م وفى نسخة س «عالم عامل».
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة م وورد بدلها في نسخة س «قال صاحب هذا التاريخ».
(٨) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>