للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قبح السيرة، ومقلعا لأنه - أعز الله أنصاره - لم يقصده إلا غضبا لله لما انتهكه من محارمه، وإقامة لمنار العدل الذى شرع في هدم [١٧١ ا] معالمه (١)، وشفقة على خلق الله الذين بسط عليهم - لمّا (٢) وليهم - أيدى مظالمه. فلما أبى إلا التمادى في الطغيان والإيغال في مهالك العصيان، وظن أن الثلوج تنجده، وأن الشيطان يفى له بوعده وطالما أخلف من يعده، واغتر بأصحابه الذين هم معه بأجسامهم (٣) وعليه بقلوبهم، ووثق برعاياه الذين كانوا قد وقعوا معه بذنوبهم، أمر السلطان [الأعظم (٤)]- أعز الله أنصاره - أبطاله (٥) بالزحف فتقدمت وزحفت، وتقدم إلى عساكره بالتحرك فتزلزلت الأرض لحركتهم ورجفت، ودنا (٦) الجيش المنصور من السور فدنا (٧) وتدلى، ورأى الخصم عين القصم (٨) فعبس وتولى، وأطلق الجاليش عقائل التراكيش (٩) فكشفت السور وهتكت حجابه، وأماط الزراقون (١٠) لثامه، وسفر النقابون نقابه، وأرسلت عليهم الجنايا رسل المنايا، وخرجت لهم خبايا البلايا من


(١) في نسخة س «واقامة لمنار الدين الذى أعرى بمنتك محارمه» والصيغة المثبتة من م.
(٢) في نسخة س «مذ» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٣) في نسخة س «بأجسادهم» والصيغة المثبتة من م.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٥) في نسخة س «أجناده» والصيغة المثبتة من م.
(٦) في نسخة س «ودنى» والصيغة الصحيحة المثبتة من م.
(٧) في نسخة س «ودنى» والصيغة الصحيحة المثبتة من م.
(٨) القصم كسر الشىء الشديد ويقال للظالم قصم الله ظهرك، انظر لسان العرب، ج ١٥، ص ٣٨٦.
(٩) جمع تركاش وهو لفظ فارسى معناه الجعبة أو الكنانة التي توضع فيها النشاب، انظر ما سبق ابن واصل، ج ١ ص ٢٧٩ حاشية ٥.
(١٠) جمع زراق وهو رامى النفط من الزراقة، انظر:
Dozy, Supp. Dict. Ar, I, pp. ٥٨٧

<<  <  ج: ص:  >  >>