للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملك سيرته سائرة ... من فلسطين إلى أقصى خوى (١)

وإمام يقتدى البحر به ... كلما نادى نداه الغمر حى

ذو خوان يرخص اللحم به ... منضجا لكن يغالى (٢) فيه نى

فهو للناس ربيع دائم ... في خريف ومصيف وشتى

عن سواه أذنى ما سمعت ... ما رأته من علاه مقلتى

فلدى (٣) علياه أهدى مدحى ... مثل ما دنياه قد أضحت لدى

أنا أفديه بأمى وأبى ... وقليل في فداه والدى

قد كفانا كلّ شىء يختشى ... فكفانا الله فيه كل شى

ولما وصلت الرسالة و [هذه (٤)] القصيدة إلى الملك الناصر [داود (٥)] سر بهما سرورا شديدا.

[وكان فخر الدين (٦) مجيدا في النظم والنثر]، (٧) لوذعيا فطنا، حسن المجالسة، لا يمل من حديثه ومحاورته. وكان من أخص أصحاب السلطان الملك المعظم - رحمه الله تعالى. وبعد وفاة الملك المعظم صحب ولده الملك الناصر وحظى عنده جدا.

وكان الملك الناصر قد تغير عليه واتهمه بمكاتبة عمه الملك الأشرف والميل إليه، فاعتقله في جب في القلعة مظلم، لم يكن يفرق فيه بين الليل والنهار. فحكى لى أنه


(١) خوى بلد من أعمال أذربيجان، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٢) في نسخة س «تغالى» والصيغة المثبتة من م.
(٣) في نسختى المخطوطة «فلدا» والمعنى هنا «عند».
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) انظر ما سبق، ص ١٩ حاشية ٥.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة م وفى س (ورقة ٢٧٩ ا) «وكان بالكرك، وكان فاضلا في النظم والنثر مجيدا».

<<  <  ج: ص:  >  >>