للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أنه وقف يوما على ظاهر مشهد على بن أبى طالب - رضى الله عنه - بالنجف، وكان قد عزم على الدخول إليه لزيارته، فمنعه وزيره عون الدين بن هبيرة (١) من ذلك، وصدفه عنه بأقوال قالها له، فتمثل المقتفى بأبيات منجم بن نويرة، وأشار إلى جهة القبر، وهو واقف خارج سور المشهد:

لقد لامنى عند القبور على البكا ... رفيقى لتذراف (٢) الدموع السوافك

وقال: أتبكى كلّ قبر رأيته ... لقبر نوى بين اللوى (٣) فالدّكادك؟

أمن أجل ميت واحد أنت نائح ... على كل قبر أو على كل هالك

فقلت له: إن الأسى يبعث الأسى، ... ذرونى، فهذا كله قبر مالك

ثم قال مشيرا بأصبعه إلى القبر: «السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، [٨١] اللهم أنت قلت وقولك الحق: «وأتوا البيوت من أبوابها»، وهذا باب من أبوابك، اللهم فاغفر لى به كل خطية، واقض لى به كل حاجة، وأكفنى ببركة كل منهم، رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت»، وانصرف. وكانت وفاة المقتفى لأمر الله يوم الأحد ثانى ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وكانت مدة خلافته أربعا وعشرين سنة، وثلاثة أشهر، واثنين (٤) وعشرين يوما؛ وعمره ست وستون سنة.


(١) هو عون الدين أبو المظفر يحيى بن هبيرة، توفى سنة ٥٦٠؛ انظر ترجمته في: (ابن طباطبا: الفخرى، ص ٢٧٦ - ٢٧٩)
(٢) في الأصل: «بتذراف».
(٣) في الأصل: «بين الثرى والدكادك».
(٤) في (ابن الأثير، ج ١١، ص ٩٦) و (ابن الجوزى: المرجع السابق): «وستة عشر يوما».

<<  <  ج: ص:  >  >>