للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاثنين (١) والثلاثة وأقل وأكثر. وكان قد بنى أربع خانكاهات للزّمنى (٢) والعميان، وملأها من هذين الصنفين، وقرر لهم ما يحتاجون إليه كل يوم. وكان يأتيهم بنفسه في عصرية كل اثنين وخميس (٣)، ويدخل إلى كل واحد منهم [١٧٩ ب] في بيته ويسأله عن حاله، ويتفقده بشىء من النفقة، ويباسطهم ويمزح معهم ويجبر قلوبهم.

وبنى دارا للنساء الأرامل، ودارا للصغار الأيتام، ودارا للقطاء، ورتب بها جماعة من المراضع، وكل مولود يلتقط يحمل إليهن فيرضعنه. وأجرى لأهل كل دار ما يحتاجون إليه في كل يوم. [وكان يدخل إليها في كل وقت ويتفقد أحوالهن ويعطيهن النفقات زيادة على المقرر لهن (٤)]. وكان يدخل إلى البيمارستان ويقف على مريض مريض، ويسأله عن مبيته وكيفية حاله. وكان له دار مضيف يدخل إليها كل قادم إلى البلد من فقيه أو فقير أو غيرهما، وما كان يمنع منها كل من قصد الدخول إليها، وله الراتب الدار في الغداء والعشاء. وإذا عزم الانسان على السفر أعطى نفقة على ما يليق بمثله.

وبنى مدرسة رتب فيها فقهاء الفريقين من الشافعية والحنفية. وكان كل وقت يأتيها بنفسه ويعمل السماط بها، ويبيت [بها (٥)] ويعمل السماع. وإذا طاب


(١) في المخطوطة «الدنانير الاثنين» والصيغة المثبتة من ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج ١، ص ٤٣٦.
(٢) رجل ز من أي مبتلى والزمانة العاهة، انظر ابن منظور، لسان العرب، ج ١٧، ص ٦٠.
(٣) كذا في المتن وفى ابن خلكان (ج ١، ص ٤٣٦) «في كل عصرية اثنين وخميس».
(٤) ورد ما بين الحاصرتين في قليل من التعديل في المخطوطة، والصيغة المثبتة من ابن خلكان (ج ١، ص ٤٣٦) الذى ينقل عنه ابن واصل.
(٥) ما بين الحاصرتين من ابن خلكان، ج ١ ص ٤٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>