للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرقت له لما توالت بروقه ... وحلّت عزاليه وأسبل ساكبه

إلى أن بدا من أشقر الصبح قادم ... يراع له من أدهم الليل هاربه

وأصبح ثغر الأقحوانة ضاحكا ... تدعدعه (١) ريح الصبا وتداعبه (٢)

تمر (٣) على نبت الرياض بليلة (٤) ... تجمشه (٥) طورا وطورا تلاعبه

وأقبل وجه الأرض طلقا وطالما ... غدا مكفهرا موحشات جوانبه

كساه الحيا وشيا (٦) من النبت فاخرا ... فعاد قشيبا غوره وغواربه

كما عاد بالمستنصر بن محمد ... نظام المعالى حين قلّت كتائبه

إمام تحلّى الدين منه بماجد ... تحلت بآثار النبى مناكبه

هو العارض الهتّان لا البرق مخلف ... لديه ولا أنواره وكواكبه

إذا السنة الشهباء شحت بطلّها ... سخا وابل منه وسخت سواكبه

فأحيى ضيآء البرق ضوء جبينه ... كما بخلت جود العوادى مواهبه

له العزمات اللائى لولا نضالها ... تزعزع ركن الدين وانهد جانبه

بصير بأحوال الزمان وأهله ... حذور فما تخشى عليه نوائبه

بديهته تغنيه عن كل مشكل ... وإن حنكته في الأمور تجاربه (٧)


(١) في نسخة س وفى الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية للملك الأمجد بن الملك الناصر داود، ص ١٣٧، «يدغدغه» والصيغة المثبتة من م.
(٢) في نسخة س «ويداعبه»، وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.
(٣) في نسخة س «يمر» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.
(٤) كذا في نسختى المخطوطة وفى الفوائد الجلية، ص ١٣٧ «كليلة».
(٥) في نسخة س «تخمسه» وهو تصحيف والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة م، والجمش المغازلة وقد جمشه وهو يجمشها أي يقرصها ويلاعبها، انظر لسان العرب، ج ٨، ص ١٦٣.
(٦) في الفوائد الجلية، ص ١٣٧ «وشيئا» وهو تصحيف.
(٧) هذا البيت ساقط من نسخة م ومثبت في س وكذلك في الفوائد الجلبة، ص ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>