للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت وفاته لسبع بقين من [شهر (١)] رجب من هذه السنة - أعنى سنة خمس وثلاثين وستمائة (٢). وكان بين موته وموت أخيه الملك الأشرف [رحمهما الله (٣)] نحو ستة أشهر. وكانت مدة ملكه [لمصر (٤)] من حين مات أبوه [الملك العادل واستقل بالملك عشرين سنة وكسرا. وناب عن أبيه بالديار المصرية قريبا من عشرين سنة، فحكم في ملك الديار المصرية قريبا من أربعين سنة نائبا ومستقلا (٥)]. وأشبه حاله في ذلك حال معاويه بن أبى سفيان (٦) فإنه ولى الشام [نائبا عن عمر وعثمان ومحار بالعلى، رضى الله عنهم، نحو عشرين سنة. ثم ولى مستقلا نحو عشرين سنة [٢ ا] أخرى، فولى الشام أميرا وخليفة أربعين سنة (٧)].

[وكانت مدة ملك الملك الكامل لدمشق شهرين إلا يومين (٨).

ومن الأمور المستظرفة أن محيى الدين بن الجوزى - رحمه الله - كان يتردد في هذه السنة والتي قبلها إلى الملوك للإصلاح بينهم. فاتفق في هذه المدة أنه مات سلطان الروم والسلطان الملك الكامل والأشرف فقال بعض الشعراء وأظنه ابن المسجف (٩) يخاطب الخليفة المستنصر بالله:


(١) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.
(٢) انفرد ابن أيبك الدوادارى (الدر المطلوب، ص ٣٢٦) بذكر وفاة السلطان الكامل في حوادث سنة ٦٣٦ هـ‍. والصحيح هو ما ذكره ابن واصل، انظر ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج ٢، ص ٥٢؛ ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٣٦؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٢٥٨.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة ب، وورد مختصرا في نسخة س.
(٦) في نسخة س «معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه» والصيغة المثبتة من ب.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة ب، وفى س «أميرا عشرين سنة وخليفة عشرين سنة أخرى».
(٨) ورد في المقريزى (السلوك، ج ١، ص ٢٥٨) «فكانت مدة ملكه دمشق هذه المرة أحدا وسبعين يوما».
(٩) هو الشاعر عبد الرحمن بن أبى القاسم بن غنائم بن المسجف الكنانى العسقلانى، ولد سنة ٥٨٣ هـ‍ وتوفى سنة ٦٣٥ هـ‍. وكان أديبا ظريفا خليعا وأكثر شعره في الهجاء، انظر ترجمته وشيئا من شعره في الكتبى، فوات الوفيات، ج ١، ص ٥٣٧ - ٥٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>