للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذه السنة توفى جمال الدين محمد بن [٩٠] على الأصفهانى (١) وزير قطب الدين مودود بن [عماد الدين (٢)] زنكى - صاحب الموصل -، وكان عظيم القدر جوادا حسن السيرة؛ ولما توفى حمل إلى مكة - حرسها الله تعالى - وطيف بنعشه حول الكعبة المعظمة، ثم حمل إلى المدينة فدفن بها في تربة بنيت له قريبا من الحجرة المقدسة - على ساكنها [أفضل (٢)] الصلاة والسلام -.

(٣) ذكر فتح بانياس

كانت بيد الفرنج من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة - كما ذكرنا (٣) -، ولما فتح نور الدين - رحمه الله - حارم أذن للعساكر الموصلية والديار بكرية بالعود إلى بلادهم، وأظهر أنه يقصد طبرية، فجعل الفرنج همتهم حفظها، فسار مجدّا إلى بانياس لعلمه بقلة المانعين لها، فنازلها وضايقها، ومعه أخوه الأمير نصرة الدين أمير أميران بن [عماد الدين (٤)] زنكى، -[وكان قد عاد إلى خدمة أخيه نور الدين، وقد رضى عنه نور الدين وأعطاه ما أراد (٤)]- فأصابه سهم أذهب إحدى عينيه، فقال له نور الدين: «لو كشف لك عن الأجر الذى أعدّ لك لتمنيت ذهاب الأخرى».

وجدّ - رحمه الله - في حصارها، فحشد الفرنج وجمعوا ليمنعوه منها، ففتحها قبل أن يتكامل جمعهم، وملك القلعة وملأها ذخائر ورجالا، ثم عاد إلى دمشق، وكان في يده خاتم يسمى الجبل بفص ياقوت من أحسن الجوهر لكبره وحسنه، فسقط من يده في شعرا بانياس، وهى كثيرة الأشجار، ملتفة الأغصان، فلما أبعدوا


(١) انظر ترجمته في: (ابن الأثير: الكامل، ج ١١، ص ١١٥).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة عن: س (ص ٢٨ ا).
(٣) ما بين الرقمين غير موجود في س.
(٤) ما بين الحاصرتين زيادات عن: س (ص ٢٨ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>