للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاضر وكل من كان خارج السور، ودخلوا المدينة ونقلوا ما قدروا على نقله (١) من الأقمشة والأمتعة.

ولم يكن في المدينة من الجند غير الأمير شمس الدين لؤلؤ الأمينى، وعز الدين ابن مجلى في جمع قليل لا يزيدون عن مائتى فارس (٢)، وكانوا يركبون ويخرجون إلى ظاهر البلد يتعرفون الأخبار (٣). وبثت الخوارزمية سراياهم في أعمال حلب، فانتهت غاراتهم (٤) إلى بلد عزار وتل باشر، وبرج الرصاص وجبل سمعان وطرف العمق. بغتوا أهل هذه النواحى بغتة، فلم (٥) يستطيعوا الهرب منهم، وأخذوا من الغنائم من المواشى (٦) والأمتعة والنساء والصبيان ما لا يعد ولا يحصر (٧). وفعلوا من ارتكاب الفواحش مع حرم المسلمين ما لا يفعله التتر، ولا غيرهم (٨) من الكفار.

ثم رحلوا إلى بزاعا والباب، فعذبوا أهل هذين البلدين، واستقرءوهم على أموالهم [٣١ ب] التي أخفوها (٩)، فحملوها إليهم، وقتلوا منهم جماعة. ونهبوا كل ما وجدوه فيها من الأمتعة والمواشى وغير ذلك. وكان بعض أهل هذين البلدين قد هرب بحرمه ومتاعه إلى حلب، فنجا.


(١) في نسخة س «ونقلوا كلما قدروا عليه من نقله» والصيغة المثبتة من ب.
(٢) في نسخة س «لا يزيدون على أكثر من مائتى فارس» وفى ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٥٢) «في جماعة لا تبلغ مائتى فارس»، والصيغة المثبتة من ب.
(٣) في نسخة س «الأجناد»، وهو تحريف والصيغة المثبتة الصحيحة من ب، انظر أيضا ابن العديم.
(٤) في نسخة ب «غارتهم» والصيغة المثبتة من س.
(٥) في نسخة ب «ولم»، والصيغة المثبتة من س.
(٦) في نسخة س «والمواشى»، والصيغة المثبتة من ب.
(٧) في نسخة س «ولا يحصى»، وفى ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٥٢) «ما لا يحد ولا يوصف» والصيغة المثبتة من ب.
(٨) في نسخة ب «ولا غيره» والصيغة المثبتة من س.
(٩) في نسخة ب «أخذوها» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن العديم، نفس المصدر والجزء والصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>