للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالك بن أنس - رحمه الله - ومبرزا في علم العربية والقراءات السبع والأصول.

وأكثرا من التشنيع على الملك الصالح فيما فعل. وأغضب ذلك الملك الصالح، ففارقا دمشق. فمضى جمال الدين بن الحاجب إلى الكرك، فأقام عند الملك الناصر داود مدة. وأقبل عليه الملك الناصر وأحسن إليه. ثم سافر إلى الديار المصرية فأقام بها إلى أن مات.

وأما الشيخ عز الدين بن عبد السلام، فإنه مضى إلى الديار المصرية، فأقبل عليه الملك الصالح وتلقاه بالإكرام العظيم والاحترام التام لفضيلته، ولما صدر منه من التشنيع على الملك الصالح إسماعيل. واتفقت وفاة القاضى شرف الدين بن عين الدولة قاضى القاهرة وما معها من الوجه القبلى. فنقل السلطان الملك الصالح القاضى بدر الدين يوسف بن الحسن المعروف بقاضى سنجار إلى القاهرة، وولاه قضاءها مع الوجه البحرى. وولى الشيخ عز الدين بن عبد السلام قضاء مصر [وما معها من الوجه القبلى والخطابة بجامع مصر (١)].

واتفق أن بعض غلمان الصاحب معين الدين بن شيخ الشيوخ - وزير الملك الصالح - بنى على سطح بعض المساجد بمصر بنيانا، وجعل فيه طبلخاناة معين الدين (٢). وبلغ ذلك الشيخ عز الدين فأنكره، ومضى بنفسه وأولاده فهدم ذلك البناء، وأمر بنقل ما على سطح ذلك المسجد وتفريغه مما فيه. وعلم الشيخ


(١) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش.
(٢) ذكر النويرى (نهاية الأرب، ج ٢٧ ق ٧٧) «أن الصاحب معين الدين كان قد بنى فراشخاناة على ظهر مسجد بجوار داره، وكان السلطان قد فوض إلى الشيخ أيضا النظر في عمارة المساجد بمصر والقاهرة، فأرسل إليه يأمره بهدم ما استجده على ظهر المسجد وإزالته وإعادة المسجد إلى ما كان عليه، فلم يجب إلى ذلك، ثم عاوده فلم يفعل. فلما طال ذلك على الشيخ أمر الفقهاء طلبته أن يأتوه في غد ومع كل واحد منهم معولا ففعلوا ذلك، فلما رآهم العوام اجتمع منهم خلق كثير بالمساحى. . .»

<<  <  ج: ص:  >  >>