للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من التركمان وغيرهم، ولم يبق [٩٩] غير المسير، فقال لى نور الدين: ولا بد من مسيرك مع عمك، فشكوت إليه الضائقة وقلة الدواب وما احتاج إليه، فأعطانى ما تجهزت به، وكأنما أساق إلى الموت؛ - وكان نور الدين مهيبا مخوفا مع لينه ورحمته -، فسرت معه. فلما توفى أعطانى الله من الملك ما كنت أتوقعه».

ثم سار نور الدين وأسد الدين من حلب إلى دمشق فوصلاها سلخ صفر، ثم رحلا إلى رأس الماء، وأنفق نور الدين لكل فارس عشرين دينارا، وأضاف إلى أسد الدين جماعة من الأمراء، ومنهم مملوكه عز الدين جورديك - وهو الذى لما توفى نور الدين كان نائبا عنه بقلعة حماة -، والأمير غرس الدين قلج - والد الأمير سيف الدين وعماد الدين -، وشرف الدين برغش، وعين الدولة الياروقى، وقطب الدين ينال بن حسان - صاحب منبج -، وغيرهم.

ثم (١) سار أسد الدين شيركوه من رأس الماء منتصف ربيع الأول.

ذكر قدوم أسد الدين شيركوه مصر

ورحيل الفرنج عنها

ولما قرب أسد الدين - رحمه الله - من الديار المصرية رحل الفرنج عنها خائبين، وردّ الله الذين كفروا بغيظهم، لم ينالوا خيرا، وكفى الله المؤمنين القتال، ووصلت الأخبار بذلك إلى نور الدين - رحمه الله -، فأمر بضرب البشائر (٢) في البلاد الإسلامية، فإنها كانت أجل الفتوح (٣) وأعظمها، إذ لو استولى العدو - لعنه الله - على الديار المصرية لاستولى على سائر الخطة الإسلامية.


(١) بهذا اللفظ تبدأ (ص ١١٦ ا) من نسخة س، وبذلك نعود للمقارنة بين نصى النسختين.
(٢) في الأصل: «العشاير» وما هنا عن: س (ص ١١٦ ا).
(٣) في س: «الفتوحات».

<<  <  ج: ص:  >  >>