للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك الصالح وصاحب حمص. وتقرر الاتفاق بينهم على أن تكون دمشق للملك الصالح إسماعيل وبلادها. ويقيم هو والحلبيون وصاحب حمص الخطبة والسكة للملك الصالح صاحب مصر، ويخرج ولده الملك المغيث ومن عنده من أصحابه في الاعتقال، ويسيرهم إليه، وتكون بعض بلاد الملك الناصر داود للملك الصالح اسماعيل، وبعضها لصاحب مصر. ويخرج البلاد كلها من يده.

وكان الرسول من جهة الملك الصالح إسماعيل، جلال الدين الخلاطى. وقدم من مصر الخطيب أصيل الدين الإسعردى (١) إمام الملك الصالح رسولا من الملك الصالح نجم الدين [فخطب للسلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب (٢)] بجامع دمشق.

ثم مضى إلى حمص وخطب له بها [أيضا (٣)]. وبعث الملك الصالح [٤٤ ب] إسماعيل عسكرا إلى عجلون فحاصروها، وكانت للملك الناصر داود وأقطعها - لما خرج من مصر - لسيف الدين بن قلج. ثم تقدم الملك الصالح إسماعيل بالافراج عن الأمير حسام الدين أبى على بن محمد بن أبى على الهذبانى. وكان كما قدمنا ذكره (٤) معتقلا في جب ببعلبك، مضيقا عليه فيه. وكان الجب مظلما لا يفرق فيه بين الليل والنهار. وكنا قد ذكرنا (٥) أنه لما قبض عليه الملك الصالح إسماعيل، عقب اعتقال مخدومه الملك الصالح نجم الدين بالكرك، حبسه بقلعة دمشق في حبس الخيالة وقيده.


(١) نسبة إلى اسعرد وهى بلدة بين دجلة وميافارقين، انظر: أبو الفدا، تقويم البلدان، ص ٢٨٨ - ٢٨٩.
(٢) ما بين الحاصرتين من كتاب السلوك للمقريزى، ج ١ ص ٣١٤.
(٣) ما بين الحاصرتين إضافة لإيضاح المعنى.
(٤) انظر ما سبق، ص ٢٤٣.
(٥) انظر ما سبق، ص ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>