للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر انتقاض الصلح بين السلطان الملك الصالح [نجم الدين ايوب] (١) وبين عمه الملك الصالح [عماد الدين إسماعيل (٢)] وصاحب حمص

وكان سبب انتقاض الصلح بينهم على ما حكى لى جلال الدين الخلاطى (٣)، قال: «كنت بمصر رسولا من جهة مخدومى الملك الصالح عماد الدين، وقد [٤٥ ب] تقررت القواعد ولم يبق إلا الأيمان. فورد علىّ كتاب من مخدومى الملك الصالح وفى طيه كتاب من الملك الصالح نجم الدين إلى الخوارزمية، يحثهم على الحركة، ويذكر لهم أنه إنما أظهر الصلح مع عمه ليخلص ابنه الملك المغيث من يده، وأنه باق على عداوة عمه، ولا بد له من قصده وأخذ دمشق منه».

قال جلال الدين: «فمضيت بهذا الكتاب إلى الصاحب معين الدين بن شيخ الشيوخ، وأوقفته على هذا الكتاب، وما أبدى في جواب ذلك عذرا يسوغ قبوله (٤)».

وردّ الملك الصالح إسماعيل الملك المغيث إلى الاعتقال، وأبطل الخطبة للملك الصالح نجم الدين. ورجع الأمر إلى ما كان عليه من الاختلاف. وبعث إلى العسكر الذين كانوا محاصرين لعجلون، فأمرهم بالرجوع إلى دمشق. وراسل الملك الناصر


(١) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٢) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٣) نقل ابن تغرى بردى (النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٣٢١) هذا الحديث عن ابن واصل «وقال ابن واصل: فحدثنى جلال الدين الخلاطى. . .»
(٤) ذكر سبط ابن الجوزى (مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٩٠)، وابن أيبك (الدر المطلوب، ص ٣٥٢) والنويرى (نهاية الأرب، ج ٢٧، ورقة ٧٨) أن أمين الدولة السامرى وزير الملك الصالح إسماعيل كان السبب في الاختلاف، وأنه قال للصالح إسماعيل «هذا خاتم سليمان لا تخرجه من يدك» فتوقف الأمر ولم ينتظم الصلح.

<<  <  ج: ص:  >  >>