للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أيديهم، فكاتبوا افرنج صقلية [والأندلس] (١) وغيرهم، واستمدوهم واستنصروهم لدين النصرانية، وأمدوهم بالأموال والرجال والسلاح، واعتدوا للنزول على دمياط، فوصل إلى دمياط الفرنج والروم من داخل البحر، واستصحبوا معهم المنجنيقات (٢) والدّبابات (٣) وآلات الحصار وغير ذلك، واشتد أمر الفرنج بالشام لما قدم فرنج


(١) ما بين الحاصرتين عن الكامل لابن الأثير، والروضتين. والمعروف أن أمورى عندما أدرك خطورة استيلاء نور الدين على مصر أرسل يستنجد بمسيحى أوربا جميعا. ولكنهم تقاعسوا عن نجدته لأسباب مختلفة. فلجأ إلى مانويل امبراطور الدولة البيزنطية، فلبى دعوته، ولهذا كانت الحملة على دمياط تتكون من جيش أمورى الصليبى وأسطول ببزنطى ضخم. لمعرفة أخبار هذه الاتصالات وموقف البيزنطيين في الحملة انظر: (حسن حبشى: نور الدين والصليبيون، ص ١٣٤ - ١٤٠).
(٢) المنجنيق - بفتح الميم وكسرها - أو المنجنوق، او المنجميق، والجمع: مجاثيق ومناجيق ومنجنيقات، لفظ أعجمى معرب فهو في اللاتينية، (Mangonellus) وفى الفرنسية (Mangonneou) وفى الانجليزية (Mangonel) ، وهو آلة من آلات الحصار في العصور الوسطى، يقوم مقام المدفع الحالى، وإن كانت قذائفه من الحجارة، وقد وصفه صاحب صبح الأعشى (ج ٢، ص ١٤٤) بأنه «آلة من خشب له دفتان قائمتان بينهما سهم طويل رأسه ثقيل وذنبه خفيف، تجعل كفة المنجنيق التي يجعل فيها الحجر يجذب حتى ترفع أسافله الأعلى أعاليه، ثم يرسل فيرتفع ذنبه الذى فيه الكفة فيخرج الحجر منه، فما أصاب شيئا إلا أهلكه. وقد ذكر (مرضى بن على بن مرضى الطرطوسى) في مخطوطته «تبصرة أرباب الألباب في كيفية النجاة في الحروب من الأسواء. . . الخ» التي آلفها خصيصا للسلطان صلاح الدين الأيوبى أن المنجنيقات على عهده كانت ثلاثة أنواع: «فمنها العربى وهو أيقن مصنوعاتها، وأوثق معمولاتها، ومنها التركى وهو أقلها كلفة وأحصرها مؤونة، ومنها الفرنجى» ثم وصف هذه الأنواع جميعا وصفا دقيقا مشفوعا بالرسوم. وقد نشر مقتطفات من هذه المخطوطة مع ترجمة فرنسية وتعليقات قيمه الأستاذ كلود كاهن.
أنظر: (Claude Cahen : Un Traite D'Armurerie Compose pour Saladin .Extrait du Bulletin d'Etudes Orientales,Damas,Tome XII .١٩٤٧ - ١٩٤٨)
هذا ويوجد ايضا في: (الحسن بن عبد الله: آثار الأول، ص ١٩١ - ١٩٣) وصف ممتع للمنجنيق وطرق استعماله. انظر كذلك: (الجواليقى: المعرب، ص ٣٠٥ - ٣٠٧) و (نعمان ثابت: الجندية في الدولة العباسية، ص ١٩٠ - ١٩٣) و (المقريزى: اتعاظ الحنفا، نشر الشيال، ص ١١٩، هامش ٣).
(٣) جاء في (اللسان) أن «الدبابة آلة تتخذ من جلود وخشب، يدخل فيها الرجال ويقربونها من الحصن المحاصر لينقبوه وتقيهم ما يرمون به من فوقهم، سميت بذلك لأنها تدفع فتدبّ، وقد قرن (مرضى بن على) بينها وبين الأبراج والستائر، ووصفها جميعا وطرق صنعها في كتابه =

<<  <  ج: ص:  >  >>