للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا (١) المظفر يحيى بن هبيرة (٢) - وزير والده -، وكان عنده معظما كما كان عند والده، ثم بعد ذلك جرت مشاحنة بين الوزير عون الدين وأستاذ الدار عضد الدين محمد بن عبد الله بن المظفر بن رئيس الرؤساء، واشتد الأمر بينهما (٣)؛ وكان عضد الدين هذا متمكنا عند الخليفة المستنجد بالله، فبقى عون الدين مداريا له مستوحشا منه [وطلب الإقالة من الخليفة فأقاله، ولزم بيته (٤)]، إلى أن توفى الوزير عون الدين ليلة الأحد ثالث عشر جمادى الأول سنة ستين وخمسمائة.

وكان من أعيان الوزراء، وكان إقطاعه في ديوان الخلافة (٥) في كل سنة ما يقارب مائة ألف دينار، ومات وعليه ديون جمة، ولم يدخر ملكا ولا دينارا ولا درهما؛ وكان ابتاع دارا من (٦) صدقة بباب العامة، فقيل له: باسم من تكتبه؟ فقال: باسم الوكلاء - أجلهم الله تعالى - يعنى وكلاء الخليفة؛ فقيل له في ذلك، فقال: «إن كنت في الوزارة فهذه الدار لى وغيرها، وإذا عزلت عنها فأرجو أن أمكّن من الإقامة ببعض المساجد».

وكانت مدة وزارته للخليفتين المقتفى والمستنجد، ست (٧) عشرة سنة (٨).


(١) في الأصل: «أبو».
(٢) أنظر ترجمته في: (ابن الجوزى: المنتظم، ج ١٠، ص ٢١٤ - ٢١٧) و (ابن خلكان: الوفيات، ج ٥، ص ٢٧٤ - ٢٨٧).
(٣) بهذا اللفظ تبدأ ص (٣٠ ا) من نسخة س. وبذلك نعود للمقارنة بين نصى النسختين: (ك، س).
(٤) ما بين الحاصرتين زيادات عن س (ص ٣٠ ا).
(٥) في س: «الخليفة».
(٦) في س: «دارين صدقة».
(٧) في س (٣٠ ا): «سبع».
(٨) يوجد في س (ص ٣٠ ا) بعد هذا اللفظ الجملة الآتية: «وقد ذكرناه في تاريخ القاضى شهاب الدين على غير هذه الصورة».

<<  <  ج: ص:  >  >>