للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر فتح قلعة أيلة]

وكانت بأيلة (١) قلعة في البحر قد حصّنها الكفار من الفرنج، فعمّر لها مراكب، وحملها إلى ساحل أيلة على الجمال، وركبها الصناع هناك، وشحنها بالمقاتلة، وزحف إلى القلعة، ففتحت في العشر الأول من ربيع الآخر، واستباح أهلها قتلا وأسرا، وملأها (٢) بالعدد والعدد واجتمع (٣) بأهله عليها، ثم سار بهم إلى القاهرة (٣) فدخلها في السادس والعشرين من جمادى الأولى.

ثم سار في [١٢٢] الثالث والعشرين من شعبان إلى الإسكندرية (٤) ليشاهدها ويرتب قواعدها، وأمر بعمارة أسوارها وأبراجها.

وفى النصف من شعبان في هذه السنة اشترى الملك المظفر تقى الدين عمر بن شاهنشاه (٥) بن أيوب بن أخى صلاح الدين منازل العز (٦) وجعلها مدرسة للشافعية، ووقف عليها وقوفا جليلة.


(١) في س (٣١ ا): «أيلة».
(٢) في س: «وملأها من العدد والسلاح».
(٣) مقابل هذا النص في س: «ثم رجع إلى القاهرة».
(٤) عن الاسكندرية في عصر صلاح الدين انظر: (جمال الدين الشيال: الاسكندرية، طبوغرافية المدينة وتطورها، ص ٢٢١ - ٢٢٦).
(٥) في الأصل: «شاهان شاه».
(٦) ذكر (المقريزى: الخطط، ج ٢، ص ٣٧٦) أن منازل العز بنتها السيدة تغريد أم العزيز بالله، ولم يكن بمصر أحسن منها، وكانت مطلة على النيل لا يحجبها شىء عن نظره، وما زال الخلفاء من بعد المعز يتداولونها وكانت معدة لنزهتهم. ثم قال عند كلامه عن «مدرسة منازل العز» في: (الخطط، ج ٤، ص ١٩٤ - ١٩٥) ان تقى الدين عمر سكن منازل العز مدة ثم اشتراها من بيت المال في شعبان سنة ٥٦٦، وبناها مدرسة للشافعية. وقال محمد رمزى في تحقيقاته: (النجوم الزاهرة، ج ٥، ص ٣٨٦، هامش ١) إن مكانها اليوم مجموعة المبانى التي تحد من الغرب بشارع مصر القديمة، ومن الجنوب مدخل شارع المرحومى، وحارة الشراقوة وعطفة زاهر، ومن الشرق جنينة الجعجعى وعطفة الأسرلى، ومن الشمال شارع القبوة، وأما المدرسة نفسها فتعرف اليوم باسم جامع شهاب الدين أحمد المرحومى الذى يتوسط هذه المنطقة بشارع المرحومى بمصر القديمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>