للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما يحتاجون إليه، وجمع الباقين من عمومتهم وعترتهم (١) في القصر في إيوان، واحترز عليهم في ذلك المكان، وأبعد عنهم النساء لئلا يتناسلوا، ثم عرض من بالقصر من الجوارى والعبيد والعدد والآلات والذخائر النفيسة، فأطلق من ثبتت حريته، ووهب الباقى من الرقيق، وأخلى الدور، وأغلق القصور، وأخذ ما صلح له ولأهله ولأمرائه وخواص مماليكه وأصحابه من نفائس الذخائر والملابس؛ ومن جملة ذلك: الدّرّة اليتيمة، والياقوتة الغالية القيمة، والمصنوعات العنبرية، والأوانى الفضية، والصوانى الصينية، والمنسوجات المغربية (٢)، [١٢٤] والممزوجات (٣) الذهبية، وغير ذلك مما لا يقع عليه الاحصاء؛ وأسرف في العطاء والبذل، وأطلق البيع بعد ذلك فيما دون ذلك، واستمر البيع مدة عشر سنين.

وكانت خزانة الكتب (٤) لهم تزيد على مائة ألف وعشرين ألف مجلدة، وفيها النفائس من الكتب التي لا يكاد يوجد مثلها، ومنها ما هو مكتوب بالخطوط المنسوبة التي لا توجد في خزانة أحد من الملوك، فحمل من الكتب إلى الشام ثمانية أحمال، وترك الباقى فبيع بعضه، وأطلق البعض لمن يختص به.

وتملّك صلاح الدين الأملاك التي لهم، وضربت الألواح على رباعهم ودورهم،


(١) كتب أمام هذا اللفظ بهامش الأصل معناه باللاتينية هكذا: «عترة proganies familia»
(٢) في س (٣٢ ب): «الغربية».
(٣) في الأصل: «المهروجات» وما هنا عن: «الروضتين، ج ١، ص ١٩٤). والممزّج نوع من القماش الثمين المنسوج بالذهب.
هكذا عرفه (Dozy : Supp,Dict .Arab)
بأنه (nom d'une etoffe precieuse,brocarat d'or) .
(٤) لاستيفاء الكلام عن هذه المكتبة وقيمتها انظر: (المقريزى: الخطط، ج ٢، ص ٢٥٣ - ٢٥٥) و (ابو شامة: الروضتين، ج ١، ص ٢٠٠) و (الدكتور حسن ابراهيم حسن: الفاطميون في مصر، ص ١٤٠ - ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>