للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الفاطميين قد أطنبوا في ذلك وذكروه في كتبهم، وكتب الشريف المرتضى (١) الموسوى نقيب العلويين وأخوه الرضى (٢) خطهما بالقدح في نسبهم، وأنهم ليسوا من ولد على بن أبى طالب - رضوان الله عليهم -، وشهد بذلك أيضا جماعة من أكابر العلويين (٣)، ومما يشهد بذلك أن القوم كانوا لا يوصلون نسبهم، بل ينسبون أنفسهم إلى عبيد الله المهدى، ثم يقولون: «ابن الأئمة المستورين»؛ ولو كان نسبهم صحيحا لصرّحوا كما صرّح بنو العباس بنسبهم، وأى حاجة بهم إلى الغمغمة؛ وغاية ما يقولون إن الثلاثة المستورين كانوا يسترون أنفسهم خوفا من بنى العباس، فهم لما ملكوا وقهروا وزال عنهم الخوف كان ينبغى [١٢٥] أن يصرحوا بأسماء أولئك ولا يكتموهم، إذ قد زالت العلة المقتضية للكتم، ولقد حكى أن رجلا رمى ورقة إلى بعض خلائفهم (٤) وهرب فلم يعرف، وكان في الورقة:


(١) أبو القاسم على الشريف المرتضى، ولد سنة ٣٥٥ وتوفى سنة ٤٣٦، تولى نقابة الطالبيين نيابة عن أبيه - مدة حياته - ثم وليها وحده سنة ٤٠٦ بعد وفاة أخيه الشريف الرضى، كان شاعرا مجيدا كأخيه، وله ديوان ومؤلفات في المذهب الشيعى، انظر: (ابن خلكان؛ الوفيات، ج ٣، ص ٣ - ٦) و (ابن كثير: البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٥٣) وانظر بيان مؤلفاته المطبوعة في: (معجم سركيس).
(٢) أبو الحسن محمد الشريف الرضى، ولد سنة ٣٥٩ وتوفى سنة ٤٠٦ ببغداد. كان شاعرا ممتازا، وطبع ديوانه مرتين. انظر ترجمته بالتفصيل في: (ابن خلكان: الوفيات، ج ٤، ص ٤٤ - ٤٨) و (ابن كثير: البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣ - ٤) و (المقريزى: اتعاظ الحنفا، ص ٣٨، هامش ١).
(٣) انظر اسماء الذين وقعوا على هذا المحضر العباسى بالقدح في نسب الفاطميين في: (المقريزى: اتعاظ الحنفا، نشر الشيال، ص ٤٥ - ٤٦).
(٤) حدث هذا في عهد الخليفة العزيز بالله، أول ولايته على مصر. انظر: (النجوم الزاهرة، ج ٤، ص ١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>