للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زين العابدين، ثم لابنه محمد الباقر، - وفارقوا في ذلك الزيدية، الذاهبين إلى إمامة زيد -، ثم لابن محمد جعفر الصادق بن محمد، ثم لابنه إسماعيل بن جعفر -، وفارقوا بذلك الإمامية الاثنى عشرية القائلين بإمامة موسى بن جعفر، وغيرهم من أصناف الإمامية -، ثم لابن إسماعيل محمد بن إسماعيل، ثم أنهم اعتقدوا أن الإمامة صارت بعد محمد بن إسماعيل في ثلاثة يسمونهم أئمة ستر، ولا يبوحون بأسمائهم، ولا ينطقون بذكرهم، والثلاثة من ولد محمد بن إسماعيل؛ وقد اختلف في أسمائهم اختلافا كثيرا ثم إنهم قالوا: صارت بعد ذلك للمهدى عبيد الله (١) الظاهر بسجلماسة (٢) من بلاد إفريقية، وقالوا إن بينه وبين محمد بن إسماعيل ثلاثة أباءهم أئمة الستر، لم يظهروا أمرهم خوفا من أعدائهم بنى العباس، ثم قالوا: إن الامامة صارت بعد ذلك لابنه القائم بأمر الله [١٢٦] أبى القسم محمد، ثم لابن القائم المنصور بالله إسماعيل؛ وتوفى المهدى وهذان بالمغرب، ثم صارت لابن المنصور المعز لدين الله أبى تميم معدّ (٣)، وهو أول من ملك الديار المصرية منهم، دخلها غلامه جوهر في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وشرع في بناء القاهرة وقصور الخلافة بها.

ثم قدم المعز من الغرب واستقر بقصره في القاهرة في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، ثم صارت بعده لابنه العزيز بالله أبى المنصور نزار بن معدّ، ثم لابنه الحاكم بأمر الله أبى على المنصور، ثم لابنه الظاهر لإعزاز دين الله أبى الحسن على، ثم لابنه المستنصر بالله أبى تميم معدّ بن الظاهر بن الحاكم؛ وطالت مدة خلافته حتى بلغت ستين سنة، ولم يل الخلافة أحد هذه المدة؛ وهؤلاء كلهم على عمود النسب


(١) في س (٣٣ ب): «ابن عبد الله»، وما هنا هو الصحيح.
(٢) ذكر (ياقوت: معجم البلدان) ان سجلماسة مدينة في جنوب المغرب في طرف بلاد السودان، بينها وبين فاس عشرة أيام.
(٣) في س: «بمصر» وما هنا هو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>