للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بازاء حجرة النبى - صلى الله عليه وسلم - وسعدا بجوار النبى - عليه السلام - فتم لهما بذلك سعادة الآخرة مضافة إلى ما نالاه [١٣٩] من سعادة الدنيا.

ولما (١) حججت سنة تسع وأربعين وستمائة وقدمت المدينة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - رأيت قبريهما بهذه المدرسة.

ورثى (٢) عمارة بن على اليمنى - الشاعر - نجم الدين أيوب بقصيدة أولها (٢): هى الصدمة الأولى فمن بان صبره ... على هول ملقاها تضاعف أجره

ولا بدّ من موت وفوت وفرقة ... ووجد بماء العين يوقد جمره

وما يتسلّى من يموت حبيبه ... بشىء، ولا يخلو من الهمّ فكره

ولكنّه جرح يعزّ اندماله ... وكسر زجاج لا يؤمّل جبره

أذمّ صباح الأربعاء فإنّه ... تبسّم عن ثغر المنيّة فجره

أصاب الهدى في نجمه بمصيبة ... تداعى سماك الجوّ فيه ونسره

وأفقر أهل الأرض من باذل الغنى ... إذا قنط (٣) المحتاج واشتدّ فقره

عدمنا أبا الإسلام والملك والندى ... وفارقنا فرد الزمان ووتره

فلا تعذلونا واعذرونا، فمن بكى ... على فقد أيوب فقد بان عذره

رعى (٤) الله نجما تعرف الشمس أنه ... أبوها ونور البدر منها وزهره

وأبقى (٤) المقام الناصرىّ فإنه ... لدولتكم كنز الرجاء وذخره


(١) قبل هذا اللفظ في س: «قال القاضى جمال الدين». وهذه جملة من الجمل الكثيرة المتناثرة في هذا الكتاب والتي يعرفنا فيها المؤلف ببعض أخباره، ومنها نعلم أنه حج إلى مكة وزار المدينة في سنة ٦٤٩ هـ‍.
(٢) مقابل هذه الجملة في س: «ورثاهما على بن عمارة الشاعر بهذه الأبيات وهى من قصيدة طويلة أولها يقول».
(٣) في س: «قبض».
(٤) في الأصل: «رعا» و «ابقا».

<<  <  ج: ص:  >  >>