للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«سبحان الله! قد كنت أعلمت أنى أدخل عدن في موكب عظيم، فأنا أنتظر ذلك وأسرّ به، ولم أكن أعلم أننى أدخلها على هذه الحالة».

ولما فرغ الملك المعظم من أمر عدن عاد إلى زبيد، وحصر ما في الجبل من الحصون، فملك قلعة تعز، وهى من أحصن القلاع، وبها تكون خزائن صاحب (١) زبيد، وملك الجبل وغيرها من المعاقل والحصون (٢)، واستناب بعدن الأمير عز الدين عثمان (٣) بن الزنجبيلى، وبزبيد سيف الدولة مبارك بن منقذ، وهلك عبد النبى [وياسر (٤)] في أسره، وجعل [الملك المعظم] في كل قلعة نائبا من أصحابه، وأحسن إلى أهل البلاد، وعدل فيهم، فعمرت البلاد وأمنت، [وأما الحرة زوجة عبد النبى فبلغه كثرة صدقتها وخيرها، فأحسن إليها وأطلقها، وأقطعها إقطاعا يقوم بأودها وأود من معها (٥)].

ذكر عزم جماعة من المصريين على إقامة الدعوة المصرية

وما آل اليه أمرهم

وفى هذه السنة أراد جماعة من شيعة القصر الوثوب بمصر وإقامة الدعوة العلوية، وردها إلى ما كانت عليه؛ وكان منهم عمارة بن على اليمنى، وعبد الصمد الكاتب،


(١) س: «أصحاب».
(٢) نص س: «وملك ما في الجبل من القلاع والحصون». وفى (ابن الاثير): «وملك أيضا قلعة التعكر والجند وغيرها من المعاقل والحصون».
(٣) س: «الامير عثمان عز الدين» فقط؛ هذا ويجد القارىء وصفا تفصيليا شائقا لخط سير الحملة الايوبية في اليمن وفتوحها هناك فيما رواه ابن أبى طى في (الروضتين، ج ١، ص ٢١٧) وفى مخطوطة: (السمط الغالى الثمن، ص ٣ ا - ٦ ب).
(٤) ما بين الحاصرتين عن س (٤٣ ب).
(٥) ما بين الحاصرتين عن س (٤٣ ب)، وهذا مثل واضح يدل على أن نسخة س - رغم عيوبها الكثيرة، أفادت بعض الأحيان في إقامة النص وتصحيحه وإكمال ما به من نقص.

<<  <  ج: ص:  >  >>