للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنة - أعنى سنة سبعين وخمسمائة - وقد وردت عليه رسل شمس الدين محمد بن المقدّم، وشمس الدين صديق بن جاولى صاحب بصرى، يستحثونه على سرعة الحركة.

ثم سار ثالث عشر ربيع الأول على صدر (١) وأيلة في سبعمائة فارس، ولما قارب بصرى (٢) خرج صاحبها صديق بن جاولى إلى لقائه، فلما رأى قلة من معه قال للقاضى الفاضل:

" ما أرى معكم عسكرا، وهذا بلد عظيم لا يقصد بهذا العسكر، ولو منعكم من به ساعة من النهار أخذكم أهل السواد، فإن كان معكم مال سهل الأمر ".

فقال:

" معنا مال كثير يكون خمسين ألف دينار ".

فضرب صاحب بصرى على رأسه وقال:

" هلكتم وأهلكتمونا ".

وجميع ما كان معهم عشرة آلاف دينار.

ثم رحل السلطان من بصرى لست بقين من ربيع الأول، فلقيه ابن عمه الأمير ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه بن شاذى، والأمير سعد الدين بن معين الدين أنر يوم السبت لثلاث بقين من الشهر، ونزل يوم الأحد بحسر الخشب وتوافت إليه الأجناد والعساكر الدمشقية، والوجوه والأكابر.

ولما كان يوم الاثنين التاسع والعشرين من ربيع الأول ركب [السلطان] (٣) وساق إلى [٧٧١] دمشق، فاعترضه دون الدخول جماعة من الرجال يريدون بزعمهم دفعه، فهزمهم عساكره، ووصل (٤) إلى البلد، ولم يغلق في وجهه


(١) ص: «صرخد» وما هنا هو الصحيح، وللتعريف بالمدينتين انظر: الجزء الأول من مفرج الكروب، ص ١٣٨
(٢) هكذا ضبطها (ياقوت: معجم البلدان) وقال هى من أعمال دمشق، أو هى قصبه كورة حوران.
(٣) ما بين الحاصرتين من ص (٦٣ أ).
(٤) س: «ودخل البلد».

<<  <  ج: ص:  >  >>