للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب، بل كأن البلد لم يزل (١) له، فدخل دمشق وخرقها، ووصل إلى دار أبيه المعروفة بدار العقيقى، وامتنع جمال الدين ريحان بالقلعة، وأمر [السلطان] (٢) فنودى في دمشق بإطابة النفوس وإزالة المكوس، وأظهر أنه ما جاء (٣) إلا لتربية الملك الصالح ولد نور الدين، وأن الملك له، وهو نائبه ومدبر دولته، وأبقى الخطبة والسكة باسمه، وراسل جمال الدين متولى القلعة، واستماله وبذل له كلما يطلبه، فأجاب جمال الدين إلى تسليم القلعة، فتسلمها السلطان على عوض أعطاه [إياه] (٢)، وأنزل بالقلعة أخاه ظهير الدين سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، واستثبت (٤) أمر السلطان بدمشق (٥)، وجاء (٦) إلى خدمته القاضى كمال الدين بن الشهرزورى، فوفّاه حقه من الإكرام (٧)، ونفذت الكتب إلى الديار المصرية بما سناه (٨) الله تعالى له من هذا الفتح.


(١) س: «كان له».
(٢) ما بين الحاصرتين عن س (٦٣ أ).
(٣) الأصل: «إنما جاء».
(٤) س: «واستنب».
(٥) في: (الروضتين، ج ١، ص ٢٣٦) قطعتان من رسالتين بقلم القاضى الفاضل أرسلنا إلى مصر تحملان أنباء فتح دمشق ودخولها، وبهما تفصيلات هامة فانظرهما هناك.
(٦) في الأصل: «رجال»، وما هنا عن س، وهو الأصح.
(٧) لم تكن العلاقات طيبة بين القاضى كمال الدين وصلاح الدين منذ كان يتولى الأخير شحنكية دمشق في عهد نور الدين، ومع هذا فقد قدم كمال الدين المساعدات المكنة لصلاح الدين لتمكينه من الاستيلاء على دمشق، وقد عرف صلاح الدين للقاضى فضله، فذهب إلى زيارته في بيته، روى قصة هذه الزيارة (سبط ابن الجوزى: مرآة الزمان، ج ٨، ق ١، ص ٣٢٧) قال: " ومشى (أي صلاح الدين) إلى دار كمال الدين، فانزعج وخرج إلى لقائه، ودخل صلاح الدين فجلس وباسطه، وقال: يا كمال الدين، لما كنت في الشحنكية قد كانت بيننا هنات ومشاحنات، - وكان كمال الدين يكرهه، فكان كل واحد منهما ينقض على الآخر أحكامه - فقال له صلاح الدين: ما مشيت إلا لأزيل ما في خاطرك من الوهم، وأعرفك أن ما في قلبى لك نكرة، فطب نفسا، وقرعينا، فالأمر أمرك، والبلد بلدك» أنظر أيضا: (نفس المرجع، ص ٣٤٠)
(٨) كذا في الأصل، وفى س: «هيأه».

<<  <  ج: ص:  >  >>