للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر استيلاء

الملك الناصر على حماة ومدينة حمص

ثم إن السلطان الملك الناصر [صلاح الدين] (١) استخلف بدمشق أخاه سيف الإسلام [طغتكين]، وسار إلى حمص مستهل جمادى الأولى من هذه السنة - أعنى سنة سبعين وخمسمائة - وكانت حمص، وحماة، وقلعة بارين، وسلمية، وتل خالد، والرّها، إقطاعا للأمير فخر الدين [مسعود] (١) بن الزعفرانى، ولم تكن قلعتا حمص وحماة له، وإنما كان فيهما دزداران (٢) من قبل نور الدين وكان المرتب بقلعة حماة عز الدين جرديك (٣) - مملوك نور الدين - فلم يمكن فخر الدين بن الزعفرانى المقام بمدينتى حمص وحماة، لسوء سيرته في الرعية، ففارقهما، فلما نزل السلطان [صلاح الدين] (١) على حمص، وذلك حادى عشر جمادى الأولى، تسلم المدينة، وامتنعت القلعة، فترك بمدينة حمص من يحفظها، ومنع من بالقلعة من التصرف، وأن لا يصعد (٤) إليهم ميرة.

ثم سار إلى حماة، فملك المدينة مستهل جمادى الآخرة من السنة، وراسل الأمير عز الدين جرديك في تسليم القلعة إليه، فامتنع عليه، فأرسل إليه يعرفه ما هو عليه من طاعة الملك الصالح، وإنما يريد حفظ البلاد عليه، فاستحلفه جرديك


(١) ما بين الحاصرتين عن س (٦٤ أ).
(٢) س: «دزدارا»، وللتعريف باللفظ أنظر: (مفرج الكروب، ج ١، ص ٨، هامش ١).
(٣) جرديك، ويرسم أحيانا «جورديك» كان من مماليك نور الدين، ولهذا يلقب بالنورى، وكان واحدا من القواد الذين رافقوا أسد الدين شيركوه في حملته الأخيرة على مصر، وكان مشاركا لصلاح الدين عند القبض على شاور. وسترد بقية أخباره فيما يلى.
(٤) س: «وأن تصعد»، وما هنا هو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>