للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر استنجاد

الحلبيين بالملاحدة وقتلهم ناصح الدين خمارتكين

وأرسل سعد الدين كمشتكين إلى سنان (١) صاحب الإسماعيلية بمصيات (٢) وقلاعها (٣). وبذل له أموالا كثيرة ليقتل السلطان، فأرسلوا جماعة منهم إلى عسكره، فعرفهم الأمير ناصح الدين خمار تكين -[صاحب بوقبيس وهو جد مظفر الدين] (٤) صاحب صهيون - وكان مثاغرا (٥) لهم، فقال لهم:

" لأى شىء جئتم، وكيف تجاسرتم على الوصول؟ "

فجرحوه جراحات مثخنة مات منها - رحمه الله -، وجاء من يدفع عنه فأثخنوه [أيضا جراحات] (٦)، وعدا أحدهم ليهجم على السلطان [صلاح الدين] (٦) وقد شهر سكينا، فشمله طغرل أمير جاندار بالسيف فقتله، وما قتل الباقون حتى قتلوا عدة [من الأجناد] (٦).

ثم كاتب الحلبيون صاحب طرابلس، وكان في أسر نور الدين - رحمه الله - وفد كان أسره (٧) على حارم، وبقى في الأسر أكثر من عشر سنين، ثم فدا نفسه بمائة ألف وخمسين ألف دينار، وفكاك ألف أسير، فتوجه بالفرنج إلى حمص، فلما سمع السلطان بذلك رحل عن حصار حلب، وذلك مستهل رجب من هذه السنة - أعنى سنة سبعين وخمسمائة -


(١) للتعريف به أنظر: (مفرج الكروب، ج ١، ص ٢٤٩، هامش ٥). وعن هذا الموضوع راجع أيضا:
(B .Lewis : Saladin and the Assassins,B .S .O .A .S .١٩٥٣,XV-٢) .
(٢) للتعريف بها أنظر: (مفرج الكروب، ج ١، ص ٢٠٨، هامش ٥).
(٣) س: «وخلافها».
(٤) ما بين الحاصرتين عن س (٦٤ ب) وهى زيادة ضرورية لإيضاح النص، لأن فاصح الدين كان صاحبا لبوقبيس لا لصهيون، أنظر أيضا: (الروضتين، ج ١، ص ٢٤٠).
(٥) س: " وكان منازع " وما هنا هو الصحيح، أنظر الروضتين.
(٦) ما بين الحاصرتين عن س.
(٧) الأصل: " كسره " وما هنا عن س.

<<  <  ج: ص:  >  >>