للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى صلاح الدين أشكو إنّنى ... من بعده مضنى الجوانج موجع

جزعا لبعد الدار عنه، ولم أكن ... - لولا هواه - لبعد دار اجزع

فلا ركبنّ إليه متن عزائمى، ... ويخبّ بى ركب الغرام ويوضع

حتى أشاهد منه أسعد طلعة ... من أفقها صبح السعادة يطلع

فكتب إليه السلطان كتابا ضمنه قصيدة لعماد الدين الكاتب منها:

مولاى شمس الدولة الملك الذى ... شمس السيادة من سناه تطلع

مالى سواك من الحوادث ملجأ، ... مالى سواك من النوائب مفزع

ولأنت فخر الدين فخرى في العلا ... وملاذ آمالى وركنى الأمنع

وبغير قربك كلما أرجوه من ... درك المنى متعذر متمنع

النصر إن أقبلت نحوى مقبل، ... واليمن إن أسرعت نحوى مسرع

ثم سار السلطان إلى دمشق فدخلها سابع عشر صفر، وملّكها لأخيه الملك المعظم [١٩٤] شمس الدولة، وعزم على العود إلى الديار المصرية.

وفى المحرم من هذه السنة - أعنى سنة اثنين وسبعين وخمسمائة - توفى القاضى كمال الدين الشهرزورى (١)، وعمره ثمانون سنة، وكان في الأيام النورية إليه قضاء القضاة والتحكم في الدولة، وكان السلطان الملك الناصر متولى الشحنكية (٢) بدمشق أيام نور الدين، فكان كمال الدين يعكس مقاصده،


(١) هو أبو الفضل محمد بن أبى محمد عبد الله بن أبى أحمد القاسم الشهرزورى، انظر ترجمته في: (ابن خلكان: الوفيات، ج ٣، ص ٣٧٥ - ٣٧٨) و (أبو شامة: الروضتين، ج ١، صفحات كثيرة منه) و (السبكى: طبقات الشافعية، ج ٤، ص ٥٤) و (سبط ابن الجوزى: مرآة الزمان، ج ٨، ق ١ ص ٣٢٧ و ٣٤٠ - ٣٤١) و (ابن كثير: البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٩٦) و (ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٧٩ - ٨٠) و (ابن العماد: شذرات الذهب، ج ٤، ص ٢٤٣).
(٢) انظر: (مفرج الكروب، ج ١، ص ٧، هامش ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>