للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرسل أصحابه يتجهزون من البلد، ويشترون ما يحتاجون إليه من الأطعمة وغيرها، فقيل للسلطان: " إن ابن منقذ يريد الهرب [إلى اليمن] (١)، وأصحابه يتزودون له، ومتى دخل [٢٢٦] اليمن أخرجه من طاعتك "، فاعتقله السلطان وحبسه، فبذل للسلطان ثمانين ألف دينار، ولم يظهر فيها بيع متاع ولا استدانة من تجار، وغرم لأخوى السلطان: الملك العادل، وتاج الملوك بورى جملة، فأطلق وعاد إلى منزلته.

ثم وقع باليمن خلف بين حطّان بن منقذ - والى زبيد - وعز الدين عثمان ابن الزنجبيلى - والى عدن - لما بلغهما وفاة الملك المعظم، ورام كل واحد منهما أن يغلب (٢) على ما بيده (٣)، وجرت بينهما فتن، واشتد الأمر، وبلغ ذلك السلطان، فخاف أن يطمع أهل اليمن فيها بسبب الاختلاف بين أصحابه، فأرسل إلى اليمن عسكرا وقدّم عليهم قتلغ أبه (٤) - والى مصر - ومعه عدة من الأمراء، فاستولى قتلغ أبه على زبيد، وأزال حطّان عنها، ثم توفى قتلغ أبه، فعاد حطّان إلى إمارته بزبيد وإقطاعه (٥)، وأطاعه الناس لجوده وشجاعته.


(١) ما بين الحاصرتين عن س.
(٢) في الأصل: «يغلبك»، والتصحيح عن س (٧١ ب).
(٣) كذا بالأصل، وفى س: «ما بيد الآخر».
(٤) الأصل: «فبلغ ابه»، وما هنا عن (ابن الأثير، ج ١١، ص ١٧٨) وهو عند بامخرمة (أنظر ما فات هنا، ص ١٠٢، حاشية ٢): «خطلبا»، وهو في (الروضتين، ج ٢، ص ٢٦): «صارم الدين خطلبا».
(٥) هذا اللفظ غير موجود في س.

<<  <  ج: ص:  >  >>