للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان على تلك البلاد ورجع، وأعاد ابن أخيه عز الدين فرخشاه إلى دمشق ورحل [السلطان] إلى بعلبك، ومنها إلى حمص، ثم إلى حماة، واستصحب معه ابن أخيه الملك المظفر تقى الدين صاحبها، فلما قرب من حلب وصل إلى خدمته مظفر الدين [٢٣٣] كوكبورى بن زين الدين على كوجك، وكان بيده حرّان، فأشار على السلطان بعبور الفرات، (١) وكان سبب قصد مظفر الدين خدمة السلطان استيحاشه من مجاهد الدين قايماز (١) وعز الدين مسعود - صاحب الموصل -، فالتجأ إلى السلطان وأطمعه في البلاد.

وكان نزول السلطان على حلب ثامن [عشر] (٢) جمادى الأولى من السنة، وأقام منازلا لها ثلاثة أيام، ثم رحل يطلب الفرات، فوصلها وخيّم عليها من غربى البيرة، ومد الجسر، وكانت البيرة لشهاب الدين الأرتقى، فمات وملكها بعده ولده، وصار في طاعة عز الدين - صاحب الموصل - فقصدها في السنة الماضية قطب الدين ايلغازى (٣) بن نجم الدين ألبى بن حسام الدين تمرتاش بن ايلغازى (٣) بن أرتق - صاحب ماردين - بعد أن استأذن صاحب الموصل، وهو ابن عمته؛ وقصدها وأخذها منه، فأذن له في ذلك، فسار في عسكره إلى سميساط، وهى له، فنزل بها، وسيّر العسكر إلى البيرة، فحصرها، فلم يظفر منها بطائل، فأرسل صاحبها إلى السلطان - وقد خرج من مصر - يستنجده على ابن عمته (٤)، وطلب منه أن يكون في خدمته كما كان أبوه في خدمة نور الدين، فأجابه إلى ذلك، فأرسل رسولا إلى صاحب ماردين يشفع فيه، ويطلب منه أن يرحل عسكره عنه، فلم يقبل شفاعته.


(١) صيغة س مضطربة التركيب والمعنى، ونصها: " وكان قصد مظفر الدين بخدمة السلطان صلاح الدين استخداما من مجاهد الدين قايماز. . . الخ ".
(٢) ما بين الحاصرتين عن س (٧٦ أ) و (الروضتين، ج ٢، س ٣٠).
(٣) هذه الفقرة غير موجودة في س.
(٤) في الأصل عمه؛ أنظر النص قبل هذا بسطرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>