للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فألح عليه، وقال:

" نجربهم به ".

فنصب منجنيقا (١)، فنصبوا عليه من (٢) البلد تسعة (٣) منجنيقات، وخرج جماعة من العامة فأخذوه، وجرى عنده قتال كثير، وأخذ بعض العامة مداسا (٤) فيه مسامير كثيرة، ورمى به أميرا يقال له: جاولى الأسدى، مقدّم الأسدية وكبيرهم، فأصاب صدره، فوجد لذلك ألما شديدا، فأخذ المداس وعاد إلى السلطان، وقال:

" قاتلنا أهل الموصل بحماقات ما رأينا بعد مثلها ".

وألقى المداس، وحلف أنه لا يعود يقاتل أنفة، حيث ضرب بالمداس.

[ذكر رحيل السلطان من الموصل]

ثم إن السلطان رحل من قرب البلد، ونزل متأخرا خوفا من البيات (٥) فإنه كان لا يأمن ذلك (٦)، فإن (٧) مجاهد الدين أخرج في بعض الليالى جماعة من باب السر الذى للقلعة ومعهم المشاعل، فكان أحدهم يخرج من الباب، وينزل


(١) الأصل: " منجنيقات "، وما هنا عن س وابن الأثير، وهو الصحيح.
(٢) الأصل: " بين " والتصحيح عن ابن الأثير.
(٣) ص (٧٧ ب): " سبع " والأصل: " تسع " والتصحيح عن ابن الأثير.
(٤) في الأصل المنقول عنه وهو (ابن الأثير: الكامل، ج ١١، ص ١٨٣): " لالكة "، وقد ذكر ابن واصل هنا اللفظ العربى المقابل له، فقد ذكر (Dozy : Supp .Dict .Arab) أن " لالك " لفظ فارسى معناه الحذاء أو المداس، والجمع " لوالك "، واللالكائى الحذاء أو صانع الأحذية.
(٥) س: " الكبسات ".
(٦) بهذا اللفظ تنتهى ص (٧٧ ب) من نسخة س، ثم تنقطع الصلة مرة أخرى بين النسختين.
(٧) يلتقى النص بهذا اللفظ مع نسخة س في (ص ١١٢ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>