للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لزوال حكمه عن أصحابه واطراحهم أمره ونهيه، فحمل البعض على الدواب التي أعانه السلطان بها، وأسرق البعض، وانقضت الأيام الثلاث قبل الفراغ من الباقى، ومنع عما بقى، وكانت أبراج المدينة مملوءة من أنواع الذخائر فتركها بحالها، ولو كان ساعده التوفيق لأخرج بعضها في الحصار، وحفظ سائر نعمه وأمواله، وإذا أراد الله تعالى أمرا هيأ أسبابه.

[ولما تسلم السلطان آمد أحضر بين يديه محمود بن ايكلدى الذى كان في الظاهر صاحب البلد، فرآه شيخا كبيرا فأكرمه وأحسن إليه وأمر نور الدين بالإحسان إليه (١) وأن يقيم عليه ما يكفيه، له ولأصحابه، ففعل ذلك، ولم يزل عند نور الدين مكرما حتى مات - رحمه الله -] (٢)

ذكر تسليم

السلطان آمد لنور الدين صاحب حصن كيفا

ولما تسلم السلطان آمد أنعم [بها] (٣) على نور الدين محمد بن قرا أرسلان ابن سقمان بن أرتق - صاحب حصن كيفا - لأنه كان وعده بها، فأنجز وعده، وقد كان أبوه عانى (٤) أخذها مرارا، فأعجزه ذلك، وقيل للسلطان قبل تسليمه آمد إلى نور الدين:

" إن هذه المدينة فيها من الذخائر ما يزيد على ألف ألف دينار، فلو أخذت ذلك وأعطيته جندك وأصحابك، وسلمت إليه البلد فارغا لكان راضيا، لأنه لا يطمع في غيره ".

فامتنع من ذلك، وقال:

" ما كنت لأعطيه الأصل وأبخل بالفرع ".


(١) بهذا اللفظ تنتهى (ص ٧٩ ب) من نسخة ص، ثم يضطرب ترتيب الصفحات بعد ذلك في هذه النسخة وجد النص يتصل بعد ذلك في (ص ١٤٢ ا).
(٢) هذه الفقرة كلها زيادة عن س (٧٩ ب و ١٤٢ ا). ولا وجود لها في الأصل ولا في الروضتين أو ابن الأثير.
(٣) عن س.
(٤) الأصل وس: «عافا».

<<  <  ج: ص:  >  >>