للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الفرنج بالسلاح التام، ومعهم أموال وسلاح يسيرون به إلى فرنج الساحلى، فقاتلهم المسلمون، وصبر الفريقان، وكان الظفر للمسلمين فأخذوا الفرنج أسرى، وقتلوا البعض وأبقوا البعض، وعادوا بهم وبالغنائم إلى مصر.

[ذكر وقعة بين المسلمين والفرنج بأطراف الشام]

وفى المحرم من هذه السنة سار جماعة كبيرة من الفرنج إلى نواحى الدارون (١) ينهبون ويغيرون، فخرج إليهم المسلمون على طريق صدر وأيلة، فانتزح الفرنج من بين أيديهم، ونزلوا بماء يقال له العسيلة، فسبقو الفرنج إليه، وأتاهم المسلمون وهم عطاش، فأنشأ الله عز وجل سحابة عظيمة، فمطروا منها حتى رووا، وكان الزمان قيظا والحر شديدا في برّمهلك، فلما رأوا ذلك قويت نفوسهم، ووثقوا بنصر الله سبحانه وتعالى عليهم، وقاتلوا الفرنج فنصرهم الله عليهم، فقتلوهم ولم يسلم منهم إلا الشريد الفريد، وغنم المسلمون ما معهم من سلاح ودواب، وعادوا منصورين.

[ذكر تخريب قلعة عزاز وكفر لاتا]

وكان عماد الدين زنكى بن مودود صاحب حلب قد خرّب في السنة الماضية قلعة عزاز في تاسع جمادى الآخرة خوفا من السلطان، وخرّب حصن كفر لاتا وأخذها من بكمش (٢)، فإنه كان قد صار مع السلطان، وقاتل أهل تل باشر فلم يقدر عليها.


(١) كذا في الأصل، وفى س (١٤٣ أ): " الداروم "، واللفظان صحيحان كما ورد في (ياقوت: معجم البلدان) حيث عرفها بأنها قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر، بينها وبين البحر مقدار فرسخ، وقد خربها صلاح الدين لما ملك الساحل في سنة ٥٨٤ هـ‍.
(٢) الأصل: " تلمش "، وما هنا عن (الروضتين، ج ٢، ص ٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>