للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خوفا من المسلمين، فانتزح السلطان عنهم ليرحلوا، فيضرب معهم المصاف، فرحلوا نحو الطور سابع عشر جمادى الآخرة، فنزل تحت الخيل مترقبا رحيلهم، فرحل الفرنج راجعين على أعقابهم، فرحل نحوهم وجرى من رمى النشاب واستنهاضهم للمصاف أمور عظيمة، فلم يخرجوا، ولم يزل السلطان - رحمه الله - حولهم حتى نزلوا الفولة راجعين إلى بلادهم، فعاد السلطان وقد نال منهم قتلا وأسرا وخرّب كفر بلا (١)، وبيسان، وزرعين وقرى عدة، ونزل الفوّار، وأعطى الناس دستورا، فسار من آثر المسير، وسار هو إلى دمشق، فوصلها يوم السبت لست بقين من جمادى الآخرة.

[ذكر منازلة السلطان الكرك]

ثم سار السلطان إلى الكرك في رجب من هذه السنة - أعنى سنة تسع وسبعين وخمسمائة - وحاز (٢) في طريقه قبل الوصول إليها غنائم؛ وخيّم على الربة (٣) ثم وصل الكرك فحاصره ورماه بالمجانيق صباحا ومساء، وتناوب عليه الأمراء حتى خرج شهر رجب وما حصل على مطلوب، لكنه أكثر النكاية في العدو بأخذ أموالهم وتخريب ديارهم، ووصله الخبر أن الفرنج قد اجتمعوا بالواله على قصد المسلمين وتخليص الكرك، ورأى السلطان أن أمر الكرك يطول، فعوّل على الرحيل إلى دمشق.


(١) الأصل: " عقربلا " وما هنا عن الروضتين.
(٢) الأصل: " جاز " والتصحيح عن " س " و (الروضتين، ج ٢، ص ٥١).
(٣) الأصل: " والدبة " وما هنا عن الروضتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>