للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بالبلد الخاتون ابنة فخر الدين قرا آرسلان أخت نور الدين الدارج، وهى زوجة ابن عمها قطب الدين إيلغازى بن ألبى صاحب ماردين الذى توفى، فأحال أسد الدين الأمر إليها، فراسلها السلطان ورغبها، وضمن لها ما تطلبه، وأن يصاهر إليها، ولم يزل بها وبأسد الدين إلى أن أجابا، فقرّر لها السلطان كل ما كان باسمها وباسم خدامها، وطلبت حصن الهتاّخ (١) لتكون هى وأولادها به، فأجيبت؛ وزوّج السلطان ابنه معز الدين إسحق (٢) إحدى بناتها، وتسلم السلطان ميّا فارقين.

وجاء قطب الدين سكمان بن نور الدين - صاحب آمد - إلى خدمة السلطان، فأكرمه وأعاده إلى بلده ومعه وزيره قوام الدين أبو عبد الله محمد بن سماقة، وقتل غيلة في رمضان من السنة.

ذكر منازلة السلطان الموصل

وهى المنازلة الثالثة

ثم رحل السلطان وولّى بتلك الديار مملوكه حسام الدين سنقر الخلاطى، فنزل على دجلة بكفر زمار بقرب الموصل في شعبان من السنة، وعزم أن يشتى في ذلك المكان، فخرج [٢٦٣] إليه من الموصل أتابكيات وفيهن ابنة الملك العادل نور الدين - رحمه الله - يشفعن إليه في الكف عن الموصل والرحيل عنها،


(١) ضبطت بعد مراجعة (ياقوت: معجم البلدان) حيث عرفها بأنها قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميافارقين.
(٢) هو المعز أبو يعقوب اسحاق فتح الدين، ولد بمصر في ربيع الأول سنة ٥٧٠ هـ‍، فكأن أباه زوّجه وهو في الحادية عشرة من عمره؛ ذكر صاحب (شفاء القلوب، ص ٧٣ أ) أنه توفى في ذى الحجة سنة ٦٢٥ هـ‍. انظر أيضا: (الروضتين، ج ١، ص ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>