للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر ابن الأثير:

أن السبب في الذى فعله السلطان في هذه السنة من نقل الملك العادل عن حلب وتوليتها ولده الملك الظاهر، ونقل الملك المظفر عن ملك [مصر] (١) وتسيير ولده الملك العزيز إليها، أن السلطان لما مرض وعوفى وسار إلى الشام، سايره يوما علم الدين سليمان بن جندر، فجرى حديث مرضه فقال له سليمان:

" بأى رأى كنت تظن أن وصيتك تمضى، وأن أمرك يقبل؟ كأنك تظن أنك كنت تمضى إلى الصيد وترجع فلا يخالفونك! بالله أما تستحى أن يكون الطائر أهدى منك إلى المصلحة؟ ".

فقال:

" وكيف ذلك؟ " - وهو يضحك - "

قال:

" إذا أراد الطائر يعمل عشا لفراخه قصد أعالى الشجر ليحمى فراخه، وأنت سلّمت الحصون إلى أهلك وجعلت أولادك على الأرض؛ هذه حلب بيد أخيك، وهذه حماة بيد تقى الدين، وهذه حمص بيد ابن شير كوه، وأحد ابنيك بمصر مع تقى الدين يخرجه أي وقت شاء، وهذا ابنك الآخر مع أخيك في خيمته يفعل به ما أراد ".

فقال له:

" صدقت، اكتم هذا الأمر ".


(١) أضيف ما بين الحاصرتين ليستقيم به المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>