للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمه، ثم إنها [بعد موت ابنها] (١) مدّت عينها إلى بعض المقدمين من الغرب وتزوجته، وهجرت القومص، وفوضت الملك إلى ذلك المقدم، فطلب من القومص حساب البلاد، فوقع الخلاف بينهم بسبب ذلك، فالتجأ القومص إلى ظل السلطان، فقبله وقواه وشد عضده باطلاق من كان في الأسر من أصحابه، فقويت منا صحته للمسلمين، وباين (٢) أهل ملته، وبث السرايا في بلادهم، فخافوه (٣) وحذروا مكره.

ذكر ما اعتمده الابرنس صاحب الكرك

من الغدر بالمسلمين

كان الابرنس أرناط صاحب الكرك كثير الغدر والخبث، وكان قد هادن السلطان وسالمه، فأمنت الطريق بين مصر والشام، وتواصلت القفول، حتى كان يمكّن الذاهب والجائى، ثم إنه لاحت له فرصة في الغدر فغدر بقافلة عظيمة فيها نعم جليلة، فأخذها بأسرها، وكان معهم جماعة من الأجناد فأسرهم وحملهم إلى الكرك، وأخذ خيلهم وعدتهم، فأرسل إليه السلطان وقبّح فعله، فأسامه (٤) إطلاقهم فامتنع، وأصرّ على عصيانه، فنذر السلطان دمه، وأعطى الله عهدا إن ظفر به أن يستبيح مهجته.


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن س.
(٢) س: " وأمنت " وما هنا هو الصحيح.
(٣) س: " فخافوه وصدروا عنه ولم يعودا يلاطخوه بشر ".
(٤) س: " وسأله ".

<<  <  ج: ص:  >  >>