للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكتب السلطان إلى الملك المظفر تقى الدين - وهو بحماة - يأمره بالدخول إلى بلاد العدو وإخماد ثائرته، فوصل الملك المظفر إلى حلب، ونزل في دار العفيف بن زريق، وانتقل إلى دار طمان، وخرج في تاسع صفر من حلب بعسكر حلب إلى حارم ليعلم العدو أن هذا الجانب غير مهمل

وقدم مظفر الدين [كوكبرى] بن زين الدين - صاحب حرّان - في العساكر الشرقية.

ثم قدم عسكر حلب مع بدر الدين دلدرم بن ياروق، [صاحب تل باشر] (١) فأنهض الملك الأفضل سريّة إلى بلاد العدو، والمقدم على عسكر دمشق صارم الدين قايماز النجمى، فصبّحوا صفوريّة، فأتاهم الفرنج والتقوهم، فقتلوا من الافرنج (٢) وأسروا (٣)، وهلك (٤) مقدم الاسبتار، وحصل في الأسر جماعة من فرسانهم، وأفلت مقدم الداويّة، وعاد المسلمون سالمين غانمين، وكانت هذه الغارة مقدمة الفتوح.

وجاءت هذه البشرى إلى السلطان وهو بعد بنواحى الكرك والشوبك، فسار إلى عشترا وخيّم بها، واجتمعت عنده العساكر الإسلامية، وقد غصّ بها الفضاء، وعرض العسكر فكان في اثنى عشر ألف مقاتل، ثم رتب العسكر أطلابا (٥)، وسار يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من ربيع الآخر من السنة،


(١) ما بين الحاصرتين عن س (٨٢ ب).
(٢) نص س: " فهزم المسلمون الفرنج، فقتل من الفرنج خلق كثير، وأسروا الملك ".
(٣) عند هذا اللفظ تنتهى ص ٨٢ ب من نسخة س، ثم يوجد خرم جديد مقداره صفحة.
(٤) الأصل: " لتلك " والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ٧٦).
(٥) انظر ما فات هنا ص ٥٩، هامش ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>