للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجمعهم ولا مقدم يقاتل بهم، وكانوا عازمين على مكاتبة السلطان وطلب الأمان منه، وتسليم البلد إليه، فأتاهم المركيس وهم على ذلك العزم، فردهم عنه، وقوّى نفوسهم، وضمن لهم حفظ البلد، وبذل ما معه من الأموال، وشرط عليهم أن تكون المدينة وأعمالها له دون غيره، فأجابوه إلى ذلك، وأخذ أيمانهم عليه، فأقام عندهم ودبر أحوالهم، وشرع في تحصين البلد، وتجديد حفر الخنادق له، وبنى الأسوار وحصنها.

[ذكر فتح عسقلان وبلادها]

ولما فرغ السلطان من صيدا سار إلى عسقلان، وكانت عنده أهم من غيرها، (١) لأنها على طريق الديار المصرية، فإذا أخذت أمنت الطريق واتصلت القوافل (١)، فتسلم قبلها في طريقه الرملة، وتبنين، وبيت لحم، والخليل، واجتمع بأخيه الملك العادل سيف الدين ومن معه من العساكر المصرية، ونازل عسقلان يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخر من هذه السنة - أعنى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة -.

وكان السلطان قد أحضر ملك الفرنج ومقدم الداويّة إليه من دمشق، وقال لهما: " إن سلمتما البلاد إلىّ فلكما الأمان "؛ فأرسلا إلى من بعسقلان من الفرنج يأمرونهم بتسليم البلد، فلم يسمعوا أمرهما، وردوا عليهما أقبح رد، وجبهوهما [٢٨٦] بما يسوءهما، فلما رأى السلطان ذلك جد في قتال المدينة، ونصب المنجنيقات عليها، وزحف مرة بعد أخرى، وتقدم النقابون إلى السور، فنالوا من باشورته (٢) شيئا.


(١) هذه الجملة غير موجودة في س.
(٢) أنظر ما فات هنا ص ٨١، هامش ١

<<  <  ج: ص:  >  >>