للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان في القدس بعض نساء ملوك الروم وقد ترهبت وأقامت به، ومعها من الحشم والعبيد والجوارى خلق كثير، ولها من الأموال والجواهر النقيسة شىء عظيم، فطلبت الأمان لنفسها ولمن معها، فأمنها وسيرها.

وكذلك خرجت زوجة الملك المأسور [كى] (١) وهى ابنة الملك أمارى، وكانت مقيمة بالقدس مع مالها من الخدم والخول (٢) والجوارى، فاستأذنت السلطان في الاجتماع بزوجها، وكان مقيما في برج نابلس، موكلابه، فأذن لها في ذلك، فتوجهت إليه وأقامت عنده (٣).

وأتت أيضا امرأة الابرنس أرناط - صاحب الكرك - الذى قتله السلطان بيده يوم حطّين، فشفعت في ولد لها مأسور، فقال لها السلطان: " إن سلمت الكرك أطلقته "؛ فسارت إلى الكرك، فلم يسمع منها الفرنج الذين فيه، ولم يسلموه، فلم يطلق ولدها، لكنه أطلق مالها ومن يتبعها.

وخرج البطرك الكبير الذى للفرنج، ومعه من أموال البيع - منها الصخرة والأقصى وقمامة - مالا يعلمه إلا الله تعالى، وكان له من المال مثل ذلك، فلم يعرض له السلطان، فقيل له: " خذ ما معه لتقوى به المسلمين " فقال:

" لا أغدر به "؛ ولم يأخذ منه غير عشرة (٤) دنانير، وسيّر الجميع ومعهم من يحميهم إلى مدينة صور.


(١) ما بين الحاصرتين عن س، والعماد (الروضتين، ج ٢، ص ٩٦).
(٢) س: «الخيول» وما هنا يتفق والنص المنقول عنه وهو العماد (المرجع السابق).
(٣) في س (١٩ ب) بعد هذا اللفظ: «إلى أن خلصا جميعا».
(٤) س: «عشرين دينارا»، وما هنا يتفق ونص (ابن الأثير، ج ١١، ص ٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>