للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاحمدوا لله الذى أمضى عزائمكم لما نكلت عنه بنو إسرائيل وقد فضلهم (١) على العالمين، ووفقكم لما خذل عنه أمم ممن كان قبلكم من الأمم الماضية، وجمع كلمتكم وكانت شتى، وأغناكم بما أمضته كان وقد عن سوف وحتى

فلينهكم أن الله قد ذكركم به فيمن عنده، وجعلكم بعد أن كنتم جنودا لأهويتكم جنده، وشكر لكم الملائكة المنزلون على ما أهديتم إلى هذا البيت من طيب التوحيد، ونشر التقديس والتحميد (٢)، وما أمطتم فيه عن طرقهم من أذى الشرك والتثليث، والاعتقاد الفاسد الخبيث، فهو (٣) الآن يستغفر (٤) لكم أملاك السموات، ويصلى (٤) عليكم الصلوات المباركات.

فاحفظوا - رحمكم الله - هذه الموهبة فيكم، واحرسوا هذه النعمة عندكم بتقوى الله التي من تمسك بها سلم، ومن اعتصم بعروتها نجا وعصم، واحذروا من اتباع [٢٩٥] الهوى، ومواقف (٥) الردى، ورجوع القهقرى، والنكول عن العدى، وخذوا في انتهاز الفرصة، وإزالة ما بقى من الغصة، وجاهدوا في الله حق جهاده، وبيعوا أنفسكم عباد الله في رضاه إذ (٦) جعلكم من عباده (٧)، وإياكم أن


(١) س وحدها: " وقد فضلتم "، وهو خطأ.
(٢) كذا في الأصل والروضتين، وفى س: " والتمجيد "، وفى الشفاء (٣٦ ب): " والتمجيد والتحميد ".
(٣) الأصل: " فهذا الان "، وفى الروضتين والشفاء: " والآن " وما هنا صيغة س.
(٤) الأصل: " تستغفر " و " تصلى "
(٥) كذا في الأصل، وفى س والشفاء: " ومرافقة "، وفى الروضتين: " وموافقة ".
(٦) كذا في الأصل والروضتين، وفى س والشفاء: " الذى ".
(٧) كذا في الأصل والشفاء؛ وفى س: " من عباده الذين اصطفى "، وفى الروضتين: " من خير عباده ".

<<  <  ج: ص:  >  >>